كيف استقبل السوريون قرار أوباما بقصف داعش في سوريا؟

تباين في آراء السوريين من بعد قرار أوباما بقصف تنظيم داعش في سوريا من بعد العراق، القيادة السياسية للمعارضة ترحب وتناقض في تصريحات النظام، وثقة مفقودة ما بين المدنيين وأمريكا

ما بين التشجيع والرفض وغياب الرؤية، انقسمت آراء السوريين بين مؤيدين ومعارضين حول نية القوات الأمريكية توسيع عملياتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش" لتشمل سوريا والعراق، حسب ما أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت مبكر من فجر اليوم الخميس.

وكان أوباما ألقى خطابًا فجر اليوم، تضمن أربعة عناصر ضمن خطته لمواجهة تنظيم "داعش"، أولها "تنفيذ حملة منهجية من الغارات الجوية، وتوسيع الحملة كي تتجاوز المساعدات الإنسانية"، مؤكدًا أن الحملة ستستهدف مقاتلي التنظيم أينما كانوا، قائلاً: "سنلاحقهم أينما كانوا، ولن نتردد في تنفيذ ضربات ضدهم في أي مكان، وأقول لهم لابد أن تعلموا أنه إذا هددت أمريكا فلن تجدوا ملاذًا آمنًا".
في حين أن البند الثاني تضمن زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل ضد "داعش"، حيث قال أوباما: "سنزيد من دعمنا للقوات البرية التي تقاتل هؤلاء المقاتلين، وقد أرسلتُ مستشارين لتقييم أفضل الطرق لدعم القوات العراقية، وهذه الفرق أكملت عملها وسنرسل 470 خبيرًا آخر إلى العراق، وهؤلاء لن يقودوا القتال على الأرض، ولكن هناك حاجة لهم لدعم القوات الكردية والعراقية في التدريب والتجهيز بمعدات، واليوم أطلب من الكونغرس مرة أخرى أن يسمح لنا بمزيد من الموارد لتجهيز القوات البرية لحلفائنا على الأرض، وفي سورية يجب أن ندعم "المعارضة المسلحة المعتدلة".

آراء النظام السوري كانت متناقضة بعض الشيء، ففي الوقت الذي أعلن فيه وزير خارجية النظام "وليد المعلم" في 25 أغسطس الماضي استعداد دمشق للتعاون والتنسيق على المستويين الإقليمي والدولي بخصوص مكافحة الإرهاب ضمن احترام سيادة واستقلال البلاد، عادت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) لتصف اليوم الخميس، سياسة واشنطن بـ "الراعية للإرهاب" والمعرقلة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، وذلك تعليقًا على خطاب أوباما، الذي أعلن فيه بشكل واضح رفضه "منح الشرعية للأسد" من خلال التعاون معه في حربه ضد داعش.

تصريحات أخرى لنائب وزير خارجية نظام بشار الأسد "فيصل المقداد" اليوم وصفت بـ" مغازلة القرار الأميركي" من خلال تأييده ذلك "على استحياء"، حيث أكد أن "بلاده تخوض حربًا ضد الإرهاب للحفاظ على سيادتها".
على الجهة الأخرى في المعارضة السورية، أصدر رئيس الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية "هادي البحرة" بيانًا اليوم أيضًا، أعرب فيه عن "تأييد الإئتلاف للقرار الأميركي"، واصفًا دوره "بالمهم في القضاء على التنظيم المتطرف"، ومشددًا على ضرورة تدريب وتسليح الجيش السوري الحر، ومبينًا استعداد الائتلاف للشراكة في الحلف الدولي، ليس فقط للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، بل "ولتخليص الشعب السوري من طغيان نظام الأسد".
من ناحيته أكد رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف "جورج صبرا" على "وجوب شمولية الحرب ضد الإرهاب، بما في ذلك إرهاب النظام الأسدي، والميليشيات الطائفية التي استقدمها من العراق، فضلاً عن حزب الله اللبناني، من أجل التنكيل بالشعب السوري".

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أنها لا تؤيد أي تحالف دولي للتدخل في سوريا، جاء ذلك على لسان رئيس المكتب الإعلامي للجماعة "عمر مشوح" الذي أضاف أن التدخل مرفوض "دون أن تكون الرصاصة الأولى في رأس الأسد"، مشددًا على أنّ الأسد هو الإرهابي الأول في سوريا، الذي قام بمجازر وقتل وإجرام راح ضحيته حتى الآن أكثر من 200 ألف شهيد.
كما عبر مشوح على أن "ما صدر عن بعض الكيانات السياسية من طلب لتدخل الغرب من أجل ضرب تنظيم الدولة دون النظام لا يتوقع منه أن يخدم الثورة، ورأى في ذلك مجرد استجابة للطلب الغربي فقط"، يقصد في ذلك دعوة الائتلاف الوطني الأخيرة للتدخل الدولي في سوريا، الأمر الذي يبدو غريباً كون أن الإخوان المسلمون جزء من الائتلاف الذي وصفه مشوح بـ"الكيانات السياسية".
كما عبر قائد الجيش الحر العقيد "رياض الأسعد" أن "جيشه لن يتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، في حربها المزمعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، حاصرا التعاون معها "بإسقاط نظام بشار الأسد".

وأضاف أن "من يريد أن يسقط النظام، فليعطِ ضمانا للجيش الحر، وخطة تلبي أهداف الثورة، وبذلك يكون الحر معه"، معتبرا أن "غير ذلك هو تحالفات لا يعرف عنها شيئا، ولا حتى يُستشار بها السوريون، وبالتالي فليسوا مطالَبين بتنفيذ ما يطلب منهم"، إلا أنه معروف في الأوساط السورية أن الأسعد مستبعد من قيادة المعارك ولا يملك من الرجال والذخيرة ما يكفي لأن تتعاون أمريكا معه، الأمر الذي جعل تصريحاته تبدو شكلية فقط.

أما السوريون، فهم يعيشون المعاناة اليومية من القصف والقتل وشح كافة أشكال الحياة، بعيدًا عن التصريحات الأمريكية التي عادة ما يصفونها بأنها مجرد "كلام"، آخرون عبروا على أن إرهاب الأسد وداعش واحد، فلا ثقة فيمن ترك الأسد يقتل في الشعب لأكثر من 3 سنوات ثم جاء الآن ليقصف داعش فقط!

ومن خلال التعليقات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، تستطيع أن تقرأ من عيون السوريين قبولاً عامًا لضرب أمريكا لداعش سواء في العراق وسوريا، إلا أن الحروب التي خاضتها أمريكا من قبل في أفغانستان والعراق والتي خلفات مئات الآلاف من الضحايا المدنيين، وسكوتها كذلك على القتل وإجهاض الثورات العربية جعل الشارع يفقد أي ثقة بينه وبين الإدارة الأمريكية - إن وجدت -.
الجالية السورية المقيمة في أمريكا تابعت خطاب أوباما بأذان صاغية، إلا أنها كانت مستاءة جدًا من الخطاب، ووصفوه "بالخطاب الضعيف" و"غير الكافي في مواجهة داعش"، كما أن البعض عبّر عن نجاح أوباما في "تضخيم داعش" ثم الحشد إعلاميًا وسياسيًا لضربها، خاصة أنه أعلن عن ذلك في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، مع التغافل عن النظام السوري طوال السنوات الماضية والاكتفاء بـ"الخطابات والخطوط الحمراء"، على حد وصفهم.
وكتب السوريون في مواقع التواصل الاجتماعي حول ذلك مزيجُ من السخرية، التشكيك، والإحساس بعدم الجدوى؛ طغى على تدوينات السوريين عبر "فسيبوك" خاصّة مع ترافق الخبر مع خبر إسقاط طائرة سورية من الجانب الإسرائيلي فوق الجولان السوري المحتل، في وقتٍ أخذت فيه طائرات التحالف الدولي المناهض لداعش راحتها شمالاً، بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية في دمشق أنّها أخذت علماً من الأمريكيين بموعد الضربات... وقالوا:

تساءل البعض مشككاً، حول آلية إبلاغ الأمريكان للحكومة السوريّة عن الموعد، وهل كان حقاً عبر مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشّار الجعفري، أم عن طريق CNN؟

حسب (م.ح) : 
بعمليةٍ حسابيةٍ بسيطة،  تكلفة قتل أحد مقاتلي "داعش" في عملية قوات التحالف صبيحة اليوم: "بحسب تصريح أمريكي تكلفة الغارات على مواقع داعش هي 7000000 دولار في اليوم الواحد.. وكمان صرح مصدر عسكري أمريكي أن 15 عنصرا من داعش قتلوا في اليوم الاول للغارات.. يعني كل عنصر من داعش كلف حوالي 500000 دولار امريكي... لعما إذا صحيح."

ذلك ما أوحى للصحفي السوري نضال معلوف، ربمّا بتعريفٍ جديد للسيادة الوطنية، كتبه في تدوينةٍ له على فيسبوك :
 "الحفاظ على السيادة هو أن يبلغك المعتدي مسبقا بانه سيعتدي على سيادتك.. وانت تأخذ علم وتسد بوزك."

بينما كتب المعارض السوري لؤي حسين (تيار بناء الدولة السوريّة)، عبر حسابه الخاص : 
"واضح من كلام روسيا وإيران أن التحالف الأميركي لم يخبر السلطات السورية بالضربات. لكن النظام مضطر أن يخالفهم الخبرية ويدعي أنه تم إخباره بذلك، وهذا مشكوك فيه جدا (ولكن لم تطلب موافقته إطلاقا)، كي لا يظهر أنه فاقد السيطرة على سماء سوريا كما على أراضيها في مواجهة هذا التحالف، سيبدأ بعد بعض الوقت احتلال سوريا دوليا بحجة مقاتلة داعش
."
في حين ردّ المعارض أحمد معاذ الخطيب، من خلال حسابه على "فيسبوك" على مجموعةٍ من الأسئلة التي وردته، وأوضح في ردّه موقفه إزاء ما يجري :
 "داعش لم تستشر شعب سورية، وفرضت نفسها عليه بفكرها التكفيري المتكبر وخربت الثورة السورية."

بعض ردود  أفعال السوريين عبر فيسبوك على ما يجري في بلادهم ، انطلقت من توصيف الحالة الراهنة، وتعاطي الإعلام السوري، حيث  رصد أحد الصحفيين، طارق العبد: 
"ما عرضته القنوات السوريّة بالتزامن مع مواكبة المحطّات العربية لأخبار الضربات الجويّة على مدينة الرقّة شمالي البلاد: "الفضائية السورية: البرنامج الصباحي، الإخبارية السورية: تقرير عن أسعار الخضار، سما: أغنيات لفيروز، شام إف إم: نفس الحالة."

بينما رصد مدوّنٌ آخر (ه.ا): 
"خبر عاجل: التحالف الدولي يشن عشر غارات على الرقة... خبر عاجل: طيران النظام يشن احدى عشر غارة على جوبر وداريا.. خبر عاجل: التحالف يشن 12 غارة جوية على دير الزور.. خبر عاجل: طيران النظام يشن 13 غارة جوية على حلب وريف ادلب... خبر غير عاجل: تم مقتل العشرات واصابة المئات من السوريين نتيجة غارات نظام التحالف."

تلك الحالة من الازدحام في المسارات الجويّة، فوق سماء سوريا، حيث الكل يمضي إلى هدفه، رصدها الكاتب السوري علي وجيه، ولخصّها بمشهد (خارجي/ نهاري) ارتجله افتراضي اً:
 "مرّ الطيار السوري بمحاذاة زميله الأمريكي.. التنين (رفعوا اصبعهم الوسطى) لبعض وضلّوا مكملين."

ومن التعليقات الطريفة ما نقله الشاعر السوري (لقمان ديركي) من حواريةٍ افتراضية نقلها عن صفحة أحد أصدقائه :
 "رفعي العلم السوري أبو النجمتين عالسطح يا مرة ... ليش ابن عمي؟... من شان أبو حسين (أوباما) ما يخربط ويضربنا."

وفي تدوينةٍ لاحقة علقّ (م.ح) على ترحيب "الائتلاف السوري المعارض" بضرب مواقع لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" في سوريا: 
"ائتلاف يرحب بالعدوان الأمريكي على سوريا ..... وقت كنت صغير بس اتخانق أنا ورفيقي كنت قلو جملة ( طول عمرك كلب ) وهلئ أجا وقتها."

ومما أثار سخرية السوريين، واستغرابهم، وغضبهم، إعلان العديد من الدول العربية مشاركتها بالضربات الجويّة اليوم، من الأردن إلى البحرين، مروراً بالسعودية، والإمارات، وهنا علّقت (ع.ق) ساخرةً: 
"والله هالأميركا شاطرة ... لقيت مين يأمنلها المعسل من البحرين والشباب الباقيين بغيرولها النارة .. لأ ومن دون ما تدفع ولا دولار بخشيس."

وفي الإطار ذاته لفت الصحفي السوري، صهيب عنجريني، في تدوينةٍ له على فيسبوك أيضاً، إلى تزامن موعد الضربات اليوم مع العيد الوطني السعودي:
 "يجب الانتباه إلى التفصيل الجوهري التالي: 23 سبتمبر (العيد الوطني السعودي)، ويذكر أن السعودية كانت من بين مجموعة دول تعاونت في تنفيذ غارات جوية داخل سوريا في 23سبتمبر تحديدا، بينما الشعب السوري "اللي ما بينذل، ما غيرو" منقسم "كالعادة" بين مرحّب، وغاضب... للمهانة ملامح كثيرة حتماً."

ذلك كان ملمحاً من حال السوريين اليوم، ورود أفعالهم الاسفيرية  على أخبار الضربات الجويّة الأولى لمواقع داعش في سوريا
 أما في العالم الحقيقي، فيبدو الحال، معقداً، ومربكاً، تختلط فيه الأوراق، بين مرارة الأوضاع وسط ظروف الحرب، ويومياتها، وضغط الوضع الاقتصادي على خلفية تعقيد الظروف الميدانية
 حيث لاتزال تسمع أصوات الطائرات بقوّة في أطراف دمشق، حيث يتواصل قصف الطيران السوري على المناطق الساخنة، بينما تتابع الليرة السورية مشوار هبوط سعر صرفها أمام الدولار، بالتزامن مع أخبار الموجة الجديدة من محاربة "الإرهاب" على أرض البلاد، والتي تكتسي طابعاً دولياً هذه المرة في مواجهة "داعش" وأخواتها
 الأمر الذي لخّصه الصحفي الشاب، علي المحمد في تصريح لموقع CNN بالعربية، بكونه:
 "مقدمة لدوامة كبيرة، ستغيّر خريطة المنطقة."

ولاننا ندرك ان المستهدف بحق هو تغير خارطة المنطقة ككل ، وتقسيم بلدان العالم العربى والاسلامى لدويلات متناحرة طائفيا وموارديا ، عوضا عن وحدتها المأمولة ، ندعوا الله ، ونصرخ فى الامة :
ان استفيقوا يا بنى العروبة ويا معتنقى الاسلام الصحيح 
فانتم تؤكلون من اوسطكم الان لا من اطرافكم 
تداعت عليكم الاكلة واضحيتم كثرة كغثاء السيل 
وخنوع حكامكم تجاوز الانبطاح الى الاوضاع الجنسية ورقصات الاستربتيز الفصيح 
اخلصوا تخلصوا 

محبتى 
ود

تعليقات