نظرة على السودان مذ الاستقلال الى الان

ولنتحدث مليا عن ما جرى و يجرى فى ‫‏السودان‬
رفع العلم ازهرى وقلبه مفعم بالوطنية ولكن الكولونية كانت قد ابتلعت عقله
كيانات الطائفية المنتمية من وراء حجب لقوى الشر العالمية "امبريال+ماسون+صهيونية+رأسماليةجشعة" نفسها التى شكلت بوضعها الراهن على انقاض العالم بعد حربيين عالميتين
وانتقت من يمثلها فى قلب بلدان كانت مستعمرة قرن ونيف فشعبتهم فى الشعوب
وهذان الكيانان انشأآ لهما حزبان ومضيا يتلفا فى الديمقراطية الاولى
حتى مضى عبد الله خليل بمقاليدها للجيش

لم يكن جيشا عسسيا بل وطنيا ولكنه لا يدرى الكثير عن السياسة
قدم وقدم وادار بنجاح تارة وفشل تارة وظلت كيانات الظل تتلاعب بالنخب السياسية والطلابية الكولونية الهوى
وتفجرت اكتوبر بمسميات عدة واهداف عدة ولكن لمرمى حقيقى واحد انهاء محاولات عبود للسيطرة على الجنوب
أتت اكتوبر والتى أطاحت بحكم الفريق إبراهيم عبود واستمرت حتى مايو 1969

عقب ثورة أكتوبر، تكونت حكومة جبهة الهيئات برئاسة سر الختم الخليفة والتى حظيت بقدر كبير من الإجماع الوطنى
 إلا أن قيادات الأحزاب الطائفية عمدت للضغط على رئيس الحكومة السيد سر الختم الخليفة حتى استقال
وشكل حكومة حزبية برئاسته وبعد إجراء الانتخابات عادت الأحزاب مرة أخرى
وشكلت حكومة ائتلافية من حزبى الأمة والوطنى الاتحادى.
أتت الديمقراطية الثانية او أكتوبر بوجه جديد امبرياليى العهدة ماسونى الهوى "الصادق المهدى" مضى ليزيد من تفتيت اللحمة الشعبية وشهدت هذه الفترة قيام الانتخابات العامة مرتين، وتكوين أربع حكومات بتحالفات حزبية مختلفة مما يدل على مدى عدم الاستقرار السياسى، كما زاد حريق الجنوب اشتعالا واستفحل أمر التمرد، واتسمت هذه الفترة بحراك نقابى وجهوى واسع، إذ استشرت الاحتجاجات والإضرابات المطالبة بتحسين الأجور، وبرز نشاط الجماعات والتكوينات الإقليمية التى تطالب بتنمية وتطوير مناطقها مثل مؤتمر البجا فى شرق السودان، واتحاد أبناء جبال النوبة فى جنوب كردفان، وجبهة نهضة دار فور فى غرب السودان، وتصاعد الصراع بين هذه الجماعات والتكوينات من جهة وحزبى الحكومة المسيطرين على جماهير تلك المناطق من جهة أخرى
ومع تفاقم الصراعات التى اججها هذا الوجه الجديد ومن معه ومن اطاعوه
ومع انعدام الاتفاق مع الجنوب على سلام او استقرار او اى شكل اخر
ومع فشل المؤتمرات تلو المؤتمرات ومع تزايد النبرات الانفصالية
ومع طرد الشيوعيون من المجلس التشريعى وحل حزبهم كأغرب قرار يصدر فى فترة ديمقراطية علمانية بحتة ولد تنظيم الضباط الأحرار

والذى نجح فى 25 مايو 1969 من تنفيذ الانقلاب العسكرى الذى كان يعد له منذ عام 1959 عندما تكون التنظيم بصورة سرية من عناصر الحزب الشيوعى والناصريين والديمقراطيين من الضباط خريجى الكلية الحربية
وتكون مجلس قيادة الثورة من ضباط شيوعيين وناصريين ووطنيين وديمقراطيين، وقد اشتهر هذا الانقـلاب بــ (انقلاب نميرى).
وفى يوليو 1971، قاد ثلاثة من أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين أبعدهم النميرى من السلطة فى 16 نوفمبر 1970 انقلابا عسكريا ضد سلطة مايو، وعرف هذا الانقلاب بـ (انقلاب الرائد هاشم العطا)، واستولوا على السلطة لمدة ثلاثة أيام انهزموا بعدها واستعاد نميرى السلطة فى 22 يوليو 1971 نتيجة لانقلاب مضاد، وتم إعدام قـادة الانقلاب وبعض من قادة الحزب الشيوعى الذى اتهم بتدبير الانقلاب
ولم تكن مصادفة ازاحة نميرى لهم كما لم تكن مصادفة انتظار عربة "سيد خليفة" له خارج قصر الضيافة فالماسونية كانت هناك
ولعل الكثير من اهل السودان تساءل مرارا وتكرارا عن سر تألق وانتشار "سيد خليفة" عربيا وعالميا حتى ان 90 % من العالم العربى لا يعرف عن الغناء السودانى سوى سيد خليفة
واقولها لكم بكل وضوح ان المحفل الماسونى فى السودان والذى ظل معلنا حتى عام 1974 حينما اغلق محافلها نميرى ليستوعب كل افراده فى نظامه الذى استمر يدير البلاد إبان الحرب الباردة الاولى لما يرضى اهواء نميرى الوطنية والعقائدية والايدلوجية ولكن بمسار نهائى لاهدافهم
فلما حدثت المصالحة وتخللت الجبهة "د.حسن عبد الله الترابى" لُب نميرى قبل نظامه بدى بينهم العداء
واتت الشريعة قاسمة لظهر مخططات هذا التنظيم للسودان فقلبوا على نميرى كل العالم والداخل
وسقطت اتفاقية اديس اببا مع الجنوب وشبت الحرب الاهلية الثانية والتى استمرت حتى 2005 فيما بعد
ولكن لننظر كيف سقط نميرى وكيف احتفظ بروابطة مع الماسونية التى اصرت على اسقاطه
وأبقى ماسون الداخل روابطهم الثنائية قائمة ولم يعودوا معلنين
وكان هذا الكاين الماسونى السودانى قد تأسس محليا فى اواخر العشرينيات من القرن المنصرم
باسماء معلومة للجميع فأول من اشتهر بالماسونية في السودان هم :  "إبراهيم بدري ، محمد صالح الشنقيطي ، محمد علي شوقي ، و داود عبد اللطيف "
ومع تغير الازمان والاحداث والانظمة وفقدانهم للسيطرة تارة وادارتهم لها تارة
اتت الديمقراطية الثالثة وعادت لنا بالصادق وظل الوضع يتردى وانفلت زمام الصادق الذى سلح ماليشياته تخوفا من انقلاب اخر يطيح به كانقلاب نميرى من زاوية ومن زاوية كان هذا التسليح لمناصريه من البقارة وقبائل الانقسنا من الانصار لبنة صراع دارفور والانقسنا فيما بعد
ونفس ما حدث ابان الديمقراطية الثانية تكرر بشكل اسوء فى الثالثة وتصارع الحزبان الطائفيان المكتسبات

بيد ان الترابى كان هناك وكان مخططه المستلهم من دراسته التى نال عليها الدكتوراة قائم وهى الحكومات البديلة للحكومات الديمقراطية الفوضوية وعنوان الدراسة تحديدا كان (Étude comparative Martial entre le droit anglo-saxon et le droit français)
كان الرجل قد خاض معترك السياسة الى الحد البعيد واستفاد من تجربة الضباط الاحرار التى قادها نميرى ومضى لتأسيس اتباع منهجه هناك ولما تصاعدت الامور وبدى ان الصادق يمضى لتفتيت السودان وتقزيمه كليا
 حتى ان قوات الحركة الشعبية كانت تبعد عن الخرطوم بـ 700 كم قام بانقلابه فيما عرف بالانقاذ ودعونا نطلق عليها انقاذ"1" والتى مضت تقود دفة الحكم حتى عام 1999 بما هو اقرب للرشاد مع تداعيت المواقف الدولية والأقليمية والداخلية
ولعل الشخصية "الترابى" تشكل لدى الكثير العديد من علامات الاستفهام لكننا دعونا نستحضر اقوال العلماء فالرجل كُفر من جهات وحورب من جهات وتُشكك فى نواياه من كل الجهات تقريبا
ففى حدث شهير قامت العمائم الخاوية التي تسمي نفسها "الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان" برفع عريضة لرئيس الجمهورية بالسودان / البشير بعد مفاصلة 1999 تطالبه بتطبيق حد الردة على د. الترابي إن لم يتب عما قال
ولعمرى لو كانوا رفعوا هذه العريضة  قبل المفاصلة السياسية التى كانت فى رمضان لكان امر محمود وان كان يحتاج الى تدقيق
ولكن ما اشبهه بنفاق العمائم حين ترفع هذه العريضة بعد المفاصلة السياسية الشهيرة بالقصر المنشية فى تدليل لانحيازهم للقصر وما سمى قديما بذهب معاوية 
وذكرت هذه المجموعة في بيانها للناس الأسباب التي دعتهم إلى الحكم بردة الترابي، وقالت في أول البيان (وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الذي حذر من الدجاجلة وأخبر بخروجهم، فقال: "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً دجالاً") والمنجد يقول عن الدجّال: ( هو ماء الذهب وجمعها دجالون ودجاجلة: الكذاب تشبيهاً بماء الذهب لأنه يُظهر خلاف ما يُبطن) ود. الترابي لا ينطبق عليه هذا الوصف إذ أنه أعلن ما أغضب هذه الجماعة ولم يبطنه، وظل يقول به منذ الستينات، كما تقول المجموعة نفسها في عريضتها: (ما فتئ د. الترابي منذ الستينات يردد ويجتر أقوالاً شاذة، وأفكاراً ضالة، يفتري فيها الكذب على الله، ورسوله، ودينه، يلبس ويدلس بها على الناس، تصب كلها في معين واحد، وهو السعي إلى تبديل الدين وتطويعه حتى يساير ما عليه الكفار اليوم. عندما نبذه قومه، وعزل من السلطة وهو من هواتها، جن جنونه، ففجر في خصومته، ورفع عقيرته، وأبدى ما كان يخفيه من قبل، تزلفاً للكفار، وخطباً لود الأسياد، فكانت النتيجة هذيانه في ندوة بورتسودان، وفي مقابلة قناة العربية، وندوة حزب الأمة الإصلاح، وما تطفح به صحيفة "رأي الشعب" من الضلال المبين والقول المشين) فالمجموعة تقول إنه ظل يقول بهذه الأقوال منذ الستينات، فكيف يكون دجالاً يُظهر شيئاً ويبطن غيره؟ هذه المجموعة التي لا تعي ما تقول تريد أن تحكم بردة د. الترابي.
واستمرت هذه المجموعة في تخبطها وعدم فهمها اللغة العربية، فقالت: (لهذا وغيره تعين على أهل العلم في هذا البلد خاصة، وفي غيره من دار الإسلام، أن يبينوا حكم الشرع فيما صدر منه، عملاً بالميثاق الذي أخذ عليهم: "وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ" ) والواضح كل الوضوح من الآية أن الله كان يخاطب النبيين وأخذ ميثاقهم على أن يؤمنوا بمن جاء بعدهم من الأنبياء، والآية لا تخاطب عامة المسلمين كما تزعم هذه المجموعة. يقول القرطبي في تفسير هذه الآية: (قيل أخذ الله تعالى ميثاق الأنبياء أن يصدق بعضهم بعضاً ويأمر بعضهم بالإيمان بعضاً، فذلك معنى النصرة بالتصديق. وهذا قول سعيد بن جبير وقتادة وطاوس والسدي والحسن. وهو ظاهر الآية. قال طاوس: أخذ الله ميثاق الأول من الأنبياء أن يؤمن بما جاء به الآخر)
وتستمر العريضة فتقول: (وخشية من الوعيد الصادر من الصادق الحبيب صلى الله عليه وسلم: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة" ) ولم تقل لنا المجموعة من الذي سألهم عن العلم وخافوا أن يكتموه فيلجمهم الله بلجام من نار. وأين هو هذا العلم الذي تخاف المجموعة من كتمانه؟
ثم تقفز المجموعة إلى إصدار الحكم على د. الترابي دون الاستماع إلى أقواله ودون مناقشته فيما قال، وبذا تكون المجموعة قد كونت من نفسها محكمة حكمت على الترابي غيابياً، فقالت: (وحيث لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فقد صدر هذا البيان، وحرر هذا الحكم، تبرئة للذمة، ونصحاً للأمة، "أن الترابي كافر مرتد"، ما لم يتب عن جميع تلك الأقوال، ويعلن توبته على الملأ مفصلة، يتنصل فيها ويتبرأ عن كل ما صدر منه أمام طائفة من أهل العلم، بحكم قوله تعالى: "إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ"، فأهل الأهواء لا تقبل لهم توبة إلا إذا أعلنوها وأشهدوا عليها، وإن كان الزنديق لا تقبل له توبة في الدنيا في أرجح قولي العلماء) ويبدو أن هؤلاء العلماء الذين يخافون الله !! ... لا يريدون أن يتأخر إعلانهم بالحكم على الترابي فتبرأ ذمتهم بهذه العجلة في الحكم
فقد دفعهم حبهم لله أن يتولوا عنه مشيئته، فقالوا إن الزنديق لا تقبل توبته، رغم أن الله يقول في القرآن: "ولله ما في السموات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم" (آل عمران، 129). وقال كذلك: "إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" (النساء 48). والترابي لم يشرك بالله إنما اجتهد في تفسير بعض آيات القرآن، فكيف يحرمونه من التوبة والغفران والله يقول إنه يغفر كل شيء ما عدا الشرك؟ وما اريد ان اصل له هنا ان كل من تفوق فى بلادناوجد دائما اعداء النجاح ووصم بما ليس فيه ولكن الرجل صبر واحتسب ولازال يدير معركة كبرى
وما حدث فى عام 1999 نقلة استراتيجية ولعل كل ما جد على الانقاذ"2" منذ عام 2002 بريئ منه لان ما جرى ان الانقاذ"2" 2002 اعادت الى السودان نميرى تبحث عن روابطه الماسونية والامنية والتى كان يمسك بقوائمها طوال فترة حكمة فى يده فقط
ومن خطط د.حسن الترابى ما عرف عنه بقول "كشف العداء المستتر" وعودة نميرى كشفت للجميع اسر الماسون الكامنة وخلاياه الامنية
بل واشركتهم فى الحكم واتلفت العديد من خططهم وتركت بعضها يسرى 
وفيما يتحدث كولونيوا السودان عن فشل الدولة فيدعى احدهم : (بعد عامين من الآن سيعادل دخل الفرد التشادي عشرة أضعاف دخل السوداني
الدولة السودانية غابت وانهارت عندما فشل الساسة في إدارتها!!)
ويأتى نفس الشخص وهوا "د. محمد المرتضى مصطفى" ليقول متضاربا مع قوله عن النهضة التشادية المزعومة والملقن لها فى الفقرة السابقة من اولياء نعمته
: ( نشهد اليوم موجة هجرة افريقية شرسة، وللاسف هجرة فقيرة بائسة والخرطوم العاصمة القومية تغيرت شكلاً ومضموناً حيث يوجد بها نصف سكان تشاد وثلث سكان افريقيا الوسطى وعدد كبير من المسحوقين والبؤساء من نيجيريا. هذه الهجرة اخذت تغير وتؤثر في التشكيلة الاجتماعية للهوية السودانية بسبب ضعف الدولة وعدم وجودها الفعلي في الغالب الأعم)
من اين يعم الرخاء تشاد ومن اين يهاجر سكانها الى السودان سعيا للحياة الكريمة التى لا تتوفر فى بلادهم ؟
وبالتالى اين فشل الدولة تحديدا واى الدول تلك التى انهارت ؟
التى هاجر نصف سكانها ؟
ام التى هوجر اليها ؟
ونبتعد عن سفسطة كولونيوا السودان وعلاقمتها الذين دأبوا يكيدون للوطن من ابراجهم العاجية فى مقاعدهم العلمية الوثيرة المدعاة فى الخارج ومنابره المعدة خصيصا لاثباط امتنا واخضاع بلادنا ومسار الانقاذ"3" 2013 الان يشهد كشف عداء الجوف
وللسودان قصة اخرى نسعى جميعا الا تكن قصة سودانلوس
ويبقى السودان مسلم الهوية خلاسى الغالبية رفاه وعمار وطيبة اهله نبراسا وايديهم للجميع مسار
اللهم إحفظ السودان وطنى الاب وسائر بلاد المسلمين
آمين
محبتى‬
ود

تعليقات