الاعلام حتى للاطفال والكبار عبر افلام الهزل الكرتونية .. موجه 100 %

تُفتح الستار على الفيلم المُنتظر من جمهور تشبع بما تحمل الحرب من آلام ومآسي فقرر قضاء دقائق من عمره المهدد بالمدافع والطائرات في مشاهدة فيلم رسوم متحركة يضفي على يومه بطرافته وتلقائيته شىء من السكينة والهدوء.. هكذا كان جمهور السينما في فترة الحرب العالمية الثانية يتحرر من حصار المعارك بمشاهدة كادرات أفلام الكارتون المتتابعة علي شاشة السينما، قبل أن تجد المعارك، الحربية والسياسية، طريقها إلى شخصيات الأفلام الكارتونية.
ومابين عامي 1939 – 1945 وبسبب اشتعال العالم بحرب جديدة، طال الفيلم الكرتوني على اختلاف أشكاله وجهات إنتاجه ما أفقده بعض تلقائيته المحببة، بعد انضمامه للحرب الدائرة كسلاح معنوي يطمئن جموع المواطنين المذعورة، ويفتك بثقة الاعداء بحملة النصرشعارها،  لتصدر سلاسل أفلام أمريكية فى أوائل الأربعينيات، بعضها بإشراف حكومي لنشر برامج توعية، وترويج سياسات اقتصادية، أو ومواقف وأفكار ذات تأثير معنوي من شأنه تقوية جبهة الحلفاء.ونستعرض معا أفلاماً وشخصيات كارتونية استُغلت سياسيا لتغير موازين القوى خلال الحرب العالمية الثانية :

باباي ينقذ بريطانيا بـ«السبانخ»
يُعرف بساعده ذي القوة الخارقة التي تنطلق بعد تناوله معجون السبانخ السحري من علبته الصفيحية المميزة، ليفتك بأعدائه ومعكري صفو يومه بمنتهى السهولة، إنه «باباي» أشهر بحاري عالم الرسوم المتحركة، والذي بدا حياته كرسم فى قصص مصورة للمجلات ثم الكتب، وأخيراً أفلام التليفزيون والسينما، إلا أن مواجهة البحار النبية بغليونة الشهير لقوات المحور فى المحيط الأطلسي لم يكن يخطر على بال صناعه عند تقديم شخصيته للمرة الأولى بأي حال.
فبأنضمام «باباي» إلى شركة «بارامونت بيكتشرز» للإنتاج السينمائي الذي تزامن مع اندلاع  الحرب العالمية الثانية، قُدر له ان يقدم عدد من الأفلام القصيرة التي تدور أحداثها في محيط الحرب والدعاية لنصر الحفاء، بعد أن أصبح وطنه الأمريكي طرفاً رسمياً في الحرب.
ولأنه بحار عُرف عنه حب المغامرة والتحدي، بدأ «باباي» جولاته بمواجه أمريكية يابانية مثلت معلبات السبانخ الجانب الأمريكي فيها، بينما تُرك الدور الياباني لرجيلين استهدفهما البحار العجوز في المحيط الأطلسي ورغب فى القضاء عليها بقاربه وسلاحه، إلا أنهما عرضا عليه معاهدة سلام في فيلم «أنت ساذج سيدي الياباني» الذي أنتج عام 1942.
ورغم عدم ابتعاد الأحداث عن السياق الكوميدي التقليدي لأفلام «باباي»، إلا أن الفيلم احتوى على رسائل خاصة بهوية الطرف الياباني أو الرجلين على البارجة المواجهه للبحار الأمريكي بقامتيهما القصيرة وابتسامتيهما العريضة المحيرة، ودأبهما على خيانة «باباي»، وإلحاق الأذي به كلما ابتعدا عن نظره، قبل أن يدرك حقيقة الموقف فيتناول السبانخ السرية ويتحول ذراعه إلى حرف «في» الذي يمثل علامة النصر، ويفتك بالثنائي المحوري.
ولم تقتصر خدمة «باباي» الدعائية وقت الحرب على التعريف بالأعداء، إنما اتجه أيضاً إلى توعية المواطنين بواجباتهم في فيلم «رؤية الأحمر والأبيض والأزرق» الذي أنتج عام 1943 ودار حول محاولات البحار العجوز لإثناء أحدهم عن التهرب من الخدمة العسكرية، إلا أن ذلك الشخص لم يستجب سوى برؤية «باباي» يتعرض للضرب على أيدي أبناء المحور اليابانيين، وبعد انتصار الثنائي برفقة السبانخ على الأفراد اليابانيين، لينتهي الفيلم بمشهد حزين يظهر فيه «هتلر» بادي الحزن خلال إلقائه خطبة، بينما تظهر يد كبيرة ترتدي العلم الأمريكي تهم بضربه بمصاحبة لافتة تقول: «هل يوجد حانوتي فى الجوار؟».
أما فيلم «سبانخ لبريطانيا» فيصارع فيه «باباي» غواصة ألمانية في المحيط  الأطلسي من أجل إيصال شحنة عملاقة من مصفحات السبانخ وفيها سر قواته إلى أراضي المملكة المتحدة، وبعد صراع طويل يستولي على غواصة الأعداء ويصل بشحنة معجون السبانخ إلى منزل رئيس الوزراء البريطاني في لندن.

روابط الافلام المعنية :

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=8p_SABG3SPk

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=QLKSVRWklj0

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=c7WYKJaCrg8

«دافي داك» في مواجهة «هتلر»
باعتبارها واحدة من كبرى الشركات العاملة في صناعة أفلام الكرتون وابتكار شخصياتها، خاصة «اللوني تونز»، وهى مجموعة من الشخصيات الكارتونية المحبوبة، أشهرها «باجز باني» و «دافي داك»، كان يجب علي شركة «ورنر برذرز» أن تنضم بإنتاجها لدعم الحرب الدائرة من خلال ما تبرع في صناعته من أفلام كارتون.
وما بين السياسي والعسكري، أنتجت الشركة عدد من الأفلام اختلف سياقها بين الدعايا للقدرة العسكرية  للحلفاء وخاصة الولايات المتحدة، وإخراج جانب المحور في صورة تغلب عليها الحماقة والغباء، ففي فيلم «قابل جون جندي المشاة» 1941 الذي عرض برسوم مبهجة فكاهية وتعليقات متحمسة، عُرضت سياسة الدفاع الأمريكية وما يتطلب تنفيذها من إحياء لصناعات الأسلحة والطائرات، في إطار دعائي تعبوي.
أما مع نهاية فيلم «واكي بلاك اوت» الذي أنتج في عام 1942 كانت الرسالة واضحة على لسان زوج من الطيور من أبناء جيل الحرب العالمية الأولى الذين تغنوا بحماس: «لقد انتصرنا سابقاً ويمكننا فعلها مجدداً»، وينتهي الفيلم بارتفاع العلم الأمريكي فى السماء.
ولم تكن الحرب لتنتهى قبل أن يشترك فيها أشهر شخصيات «وارنر برذورز» وأكثرها جاذبية وقرب من الأطفال والكبار، ففى مشاهد من فيلم Bugs Bunny Nips the Nips الذي أنتج عام 1944 تمكن الأرنب المحبوب «باجز باني» من خداع  جنود يابانيين على جزيرة نائية وهزيمتهم. أما في فيلم Daffy the Commando الذي أنتج عام 1943 نجحت البطة خفيفة الظل «دافي» في خداع أحد قواد الرايخ الألماني وتدبير المكائد له، كما تمكنت من الوصول إلى المنصة المهيبة التي يخطب منها الزعيم النازي قبل أن تضربه على رأسه بالمطرقة.

روابط الافلام المعنية :

 https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=vLm0lSZU-5U

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=BUFnjG4NDlQ

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=0ngETXxI5pg

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=JsCZKkjR8NI
ورغم أن أغلب الأفلام قدمت في الغالب إلى جموع المواطنين لدعهم معنوياً، إلا أن بعض الأفلام استهدفت في الأساس الجنود المحاربين أنفسهم، ووقع في مقدمتها سلسلة أفلام «العريف سنافيو» شديد الإهمال، كثير الأخطاء الذي خرج إلى النور في عام 1943 بناء على رغبة المخرج «فرانك كابرا» الذي قاد وحدة السنيما الأولى بالقوات الجوية الأمريكية، ورأى في وجود شخصية كارتونية  ترشد الجنود إلى التصرفات السليمة وتحذرهم من الوقوع في  الأخطاء خير معين على الحياة العسكرية، خاصة لغير المتعلمين منهم.
وبوجه شديد البراءة وسلوك عشوائي يعرضه للمخاطر، ظهر «سنافيو»، الشخصية الرسمية  لتعليم الجنود احتياطات الأمن من الأمراض، مثل الملايرا، وأهمية الحفاظ على الأسرار العسكرية، وكذلك الإفلات من حقول الالغام، خلال عشرات الأفلام المثيرة والكوميدية، التي يعد فيلم «جواسيس» الذي أنتج عام 1943 أشهرها، إضافة إلى فيلم Booby Traps  الذي أنتج عام 1944.

روابط الافلام المعنية :

 https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=6YXeSovRG8U

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=bFa3Zsw3__E


بطوط و«الصليب المعقوف»
بوصفها واحدة من أكبر شركات إنتاج الرسوم المتحركة وصاحبة أشهر الشخصيات المسؤولة عن إسعاد الأطفال والكبار حول العالم، من «ميكي» الفأر المثالي، إلى «بطوط» سريع الغضب ذي طريقة الكلام المضحكة، كان لشخصيات «والت ديزني بكيتشرز» أن تمضي وقتًا طويلًا في آداء الخدمة العامة عبر الأفلام الدعائية لسياسات الولايات المتحدة زمن الحرب العالمية الثانية.
ولأنه واحد من أهم وأشهر شخصيات الكارتون، كان «بطوط» من أكثر شخصيات ديزني استغلالاً في أفلام الحرب الدعائية ذات الطابع العسكري، أو تلك التي اكتفت بتوصيل رسائل اقتصادية أو سياسية للجماهير، ففي فيلم   Donald’s Decisiإنتاج عام 1941 صُور تكاسل «بطوط» عن دعم الحكومة في معركتها عبر شراء سندات وطوابع الحرب، بشيطان نازي الهوى يساهم في انتصار الأعداء دون أن يدري.
اما فيلم «الروح الجديدة» إنتاج 1942 فقد أخذ المواطن الأمريكي في جولة تعريفية بكيفية دفع الضرائب وملىء الاستمارات وتحديد المبلغ المطلوب عبر اتخاذ «بطوط» نموذج لمواطن يود المشاركة بأية وسيلة فى الحرب، ليرفع الفيلم شعار صريح يربط النصر بما يدفعه الموطنون من أموال تحت شعار: «taxes to bury the axis»، أو «الضرائب لدفن المحور».
وفي فيلم Der Fuehrer’s Face الحائز على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم رسوم متحركة قصيرعام 1942، نقلت «والت ديزيني» صورة بائسة  للأوضاع في الأراضي النازية تحت حكم «هتلر»، سواء بسبب أزمة الغذاء أو طول ساعات العمل بالمصانع الحربية، من خلال «بطوط» الذي راوده الكابوس الأسوأ على الإطلاق، بتحوله إلى مواطن ألماني يعيش في أوضاع مزرية بلا خصوصية ولا حرية، ليستيقظ مذعوراً، فيقابله ظل تمثال يمثل هتلر رافعاً يده بالتحية النازية الشهيرة علي الحائط المجاور، قبل أن يتضح أنه تحوير لظل تمثال الحرية الرابض في شرفته، ليندفع «بطوط» لتقبيل التمثال قائلاَ: «أنا ممتن لكوني مواطن بالولايات المتحدة الامريكية».
وعلى الرغم من تعدد أفلام «بطوط» التي استخدم فيها كـ«سلاح دعائي»، إلا أن عدد كبير من شخصيات وقصص ديزني الساحرة تحولت إلى أيقونات سياسية، أبرزها قصةthe thrifty pig التي أعيد إنتاجها في عام 1941 بعد أن أضافت ديزني للذئب الشره ذي الأسنان المُوحشة المدببة شارة نازية على أحد كتفية في رحلته إلى  بيوت الخنازير الثلاثة، فيما صور أقواهم وكأنه مصنوع من «قوالب طوب» منقوش عليها «سندات الحرب» فى دعوة صريحة لدعم الحرب علي النازية عن طريق شراء السندات..
ورغم أن الطابع الكوميدي كان هو الغالب على الأفلام التي استخدمت في التعبئة للحرب، إلا أن فيلم «تعليم للموت» أو Education for Death: The Making of the Nazi خالف هذه القاعدة بإطاره الدرامي ونهايته المأساوية، وعرض الفيلم وجهة النظر الأمريكية في النظام النازي الذي يصنع مقاتليه بالشدة والعنف، ويغذيهم بالكراهية لكل ما هو أمريكي.
ومن خلال حياة «هانز» الطفل الألماني لطيف المشاعر رقيق القلب دخل المشاهد الأمريكي  المدارس النازية، واستمع إلى محاضر يُرهب «هانز» ليسلم بمبدأ «البقاء للأقوى»، ويتدرج فى الاقتناع بالعقيدة النازية حتى تصحبه لقبر ومصيره المحتم فى فيلم قصير لم تتعدى مدته الـ10 دقائق .

روابط الافلام المعنية :

https://www.youtube.com/feature=player_embedded

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=3S8Zx1GfDrM

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=l8fjvfmnMqc

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=D8bCuNiJ-NI

من هنى نرى كم كان البوق الاعلامى الماسونى المتمثل فى دولة الطائفة التى هى الولايات المتحدة الامريكية شامل ومتنوع فى مواجهة اعدائه
اما البوق الاعلامى الاعلى الان والاكثر خطورة على الانسانية بوق الاعلام المنتمى للرأسمالية الجشعة عبر شركاتها العابرة للقارات ومن ورائها من رأسماليى العالم المشكلون فقط حوالى التسعة فى المئة من كل سكان العالم ان لم يكن اقل بكثير حسب الاحصائات

فهلا تنبهنا سويا لخطورة البث الاعلامى والتصديق المطلق له والاقتناع وبناء القناعات على ايحاءاته واثره على اطفالنا ومن ثم اجيال الانسانية

تنبهوا للاعلام انه يغزونا من حيث لم نحترز ونحترس

محبتى









تعليقات