رد على الموريتانى المتطاول على النبى

إلى "الشيخ ولد امخيطير"
لم اتى بمقالك هنا ولكننى سافنده رويدا رويدا
بادئا معك بتنويه علينا كلنا ان ندركه لانه سبب رئيس فى خلافات المسلمين ونظرة المحللين نظرة مخالفة لواقع الامر
اولا يا سادة التأريخ ليس كتاب منزل
بل واقع الامر ان كل التأريخ فى حياة الانسانية غلبت عليه اهواء المؤرخين تارة واملاءات الانظمة الحاكمة تارات وتارات
ولذا دائما اتحدث عن كون التاريخ من ضمن غنائم الحرب التى تذهب للمنتصر بطبيعة الحال والجغرافيا سباياه
ومسألة الدين والتدين حسمها هنا ان الدين هو كتاب الله وشرائعه ومساراته الموضحة بجلاء والتدين هو نهج النبى فى اتباعها مع المراعاة للمستجدات فى كل عصر وآوان
وبداية بموضوع الاسرى الذين تجادل فى شانهم عن اسرى بدر الكبرى يسجل هذا التاريخ الذى لا احب ان اتخذه قاعدة ما حدث من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب عنقي رجلين من الأسرى هما: النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط، وكانا من أشد الخصوم أذى للمسلمين
وكما انه عبر القرآن لم يكن قد يضع بعد فى تلك المرحلة قانون لمعاملة الاسرى
اية التعامل بالاسر وضحت فى ما بعد :
(ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى، حتى يثخن في الأرض، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة، والله عزيز حكيم . لولا كتاب من الله سبق لمسّكم فيما أخذتم عذاب عظيم . فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً، واتقوا الله، إن الله غفور رحيم) [الأنفال: 67 و68 و69]
وهنا تدليل فى الاية على ضرورة الحرب على انصار الكفر واعداء الاسلام حربا شعواء لا يسعى فيها المسلمين للغنائم والاسر بقدر ان يسعون لاتباب الحكق بافناء اهل الكفر حتى يستسلموا تماما
ولان دولة المدينة كانت دولة الشورى فيما لم يرد فيه نص بعد وقتها فانقل لك الحدث من اصح الكتب لا مجتزء كما نقلت انت
وللمفسرين روايات عدة في سبب نزول هذه الآيات، وكلها ذات صلة بموقفٍ وقفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيما تروي هذه الروايات . ومن تلك الروايات، ما رواه ابن أبي شيبة والترمذي وابن المنذر والطبراني والحاكم، وغيرهم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال “لما كان يوم بدر جيء بالأسارى، فقال أبوبكر رضي الله عنه: يا رسول الله، قومك وأهلك، استبقهم، لعل الله أن يتوب عليهم . وقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، كذبوك، وأخرجوك، وقاتلوك، قدمهم فاضرب أعناقهم . وقال عبدالله بن رواحة: انظر وادياً كثير الحطب فأضرمه عليهم ناراً . وقال العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بين أسرى بدر، وقد أخرجته قريش معها على غير رغبة منه، وقد أسمع النبي صلى الله عليه وسلم ما يقول: أقطعت رحمك؟ فدخل عندها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئاً، فقال أناسٌ: يأخذ بقول أبي بكر، وقال أناس: يأخذ برأي عمر . وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللين، وإن الله ليشدّد قلوب رجال حتى تكون أشدّ من الحجارة، ومثلك أيا أبا بكر مثل إبراهيم عليه السلام، قال “فمن اتبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم” ومثل عيسى عليه السلام “إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم، فإنك أنت العزيز الحكيم” ثم التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى سيدنا عمر رضي الله عنه وقال: “ومثلك يا عمر كمثل نوح إذ قال “رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا” ومثل موسى عليه السلام إذ قال “ربنا اطمس على أموالهم وأشدد على قلوبهم، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم” ثم قال صلى الله عليه وسلم “أنتم عالة فلا ينفلتن أحد منهم إلاّ بفداء، أو ضرب عنق” . فقال عبدالله بن رواحة: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا سهيل بن بيضاء، فإني سمعته يذكر الإسلام . فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم . فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع عليّ الحجارة مني في ذلك اليوم، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إلا سهيل بن بيضاء” فأنزل الله تعالى: (ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض)
وايضا لم يكونوا معاهدين على النصرة والمواطنة كيهود بنى قريظة الذين تدافع عنهم
والفرق شاسع بين الخيانة والحرب المعلنة فحتى قوانين العالم الوضعية غلظت للجواسيس من بنى الاوطان الخونة لها بالاعدام تارة وبالسجن المؤبد تارة اخرى
اما قصة يهود بنى قريظة وكشف العانة وما روى من خزعبلات فى مقالك فهى روايات المصادر المشبوهة وللحدث روايات اخرى
سبب الغزوة كان كما اسلفت نقض بني قريظة العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، بتحريض من حيي بن أخطب النضري.
وقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير لمعرفة نيتهم ، ثم أتبعه بالسعدين وابن رواحة وخوات لذات الهدف ليتأكد من غدرهم.
ولأن هذا النقض وهذه الخيانة قد جاءت في وقت عصيب ، فقد أمر الله تعالى نبيه بقتالهم بعد عودته من الخندق ووضعه السلاح ، وامتثالاً لأمر الله أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يتوجهوا إلى بني قريظة
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاثة آلاف مقاتل معهم ستة وثلاثون فرساً وضرب الحصار على بني قريظة لمدة خمس وعشرين ليلة على الأرجح ، وضيق عليهم الخناق حتى عظم عليهم البلاء ، فرغبوا أخيرا في الاستسلام ، وقبول حكم الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم. واستشاروا في ذلك حليفهم أبا لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه ، فأشار إلى أن ذلك يعني الذبح. وندم على هذه الإشارة، فربط نفسه إلى إحدى سواري المسجد النبوي ، حتى قبل الله توبته.
وعندما نزلوا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم أحب أن يكل الحكم عليهم إلى واحد من رؤساء الأوس ، لأنهم كانوا حلفاء بني قريظة ، فجعل الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ ، فلما دنا من المسلمين قال الرسول صلى الله عليه وسلم : { إن هؤلاء "أى بنى قريظة"نزلوا على حكمك }.
فقال سعد بن معاذ : تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : { قضيت بحكم الله تعالى }
ونفذ الرسول صلى الله عليه وسلم حكم الله فيهم ، وكانوا ما بين الفان الى اكثر قليلا على الأرجح
و لم ينج إلا بعضهم ، وهم ثلاثة ، لأنهم أسلموا ، فأحرزوا أموالهم
و نجا اثنان آخران منهم بحصولهم على الأمان من بعض الصحابة ، و لما أبدوه من التزام بالعهد أثناء الحصار
ونجا آخرون إذ يفهم من رواية عند ابن إسحاق وغيره أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهب لثابت بن قيس بن الشماس ولد الزبير بن باطا القرظي ، فاستحياهم ، منهم عبد الرحمن بن الزبير ، الذي أسلم ، وله صحبة.
وجمعت الأسرى في دار بنت الحارث النجارية ، ودار أسامة بن زيد ، وحفرت لهم الأخاديد في سوق المدينة ، فسيقوا إليها المجموعة تلو الأخرى لتضرب أعناقهم فيها. وقتلت امرأة واحدة منهم ، لقتلها خلاد بن سويد رضي الله عنه، حيث ألقت عليه رحى ، ولم يقتل الغلمان ممن لم يبلغوا سن البلوغ. ثم قسم الرسول صلى الله عليه وسلم أموالهم وذراريهم بين المسلمين.
و اشترى عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما جملة من السبايا فاعتقا غالبيتهما واحتفظا بمن احتفظا وباعا من باعا وفى رواية باعا منهم فى الشام مقابل السلاحك وكان عرف عربى قائم وبعد ظهور امثالك وكثرتهم اضحوا هم من يسبون نسائنا فى فلسطين وفى العراق وافغانستان وباكستان ويبادلونهم برفات الجنود الهالكين من بلدانهم
هذا لاننا مولئنا خبالا بمن على شاكلتك
اما امر وحشيى فعليه مثل ما على سعد بن أبي سرح ، أبو يحيى القرشي العامري ، أخو عثمان بن عفان من الرضاعة
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه ، ثم استأمن له عثمان فأمَّنه النبي صلى الله عليه .
عَنْ سَعْد بن أبي وقَّاص قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ ، قَالَ : وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ ( أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ) فَقَالُوا : مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ قَالَ ( إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ )
وكان هذا شان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى من ارتد وعاد للاسلام وقدم بين يديى رسول الله يعاهده بشفاعة عثمان ذو النورين
وفى شأن وحشيى وما يمثله من ثأر وقتل الاخ فى الرضاعة ومناصر الاسلام والنبى الاول جهرا فى مكة زمن الشدة حمزة رضوان الله عليه فلننظر ماذا جرى حسب معظم الروايات
قال الحافظ في الفتح: وعند يونس بن بكير في المغازي وعند ابن إسحاق قال: فقيل لرسول الله هذا وحشي فقال: دعوه فلإسلام رجل واحد أحب إلى من قتل ألف كافر.
قال الحافظ: وفيه -أي في الحديث- أن المرء يكره أن يرى من أوصل إلى قريبه أو صديقه أذى، ولا يلزم من ذلك وقوع الهجرة المنهية بينهما، وفيه أن الإسلام يهدم ما قبله
والامر اذا لم يكن عنصرية كما تصورت او كما بينت كما انه عرف ان الاسلام يجب ما قبله والثأر من الفاعل يبقى فى القلوب وما فعلته هند تبالغ فيه روايات الاثر ولعلها فعلته ولكنها اسلمت واحكسنت اسلامها وكانت تسال الرسول فى كل صغيرة وكبيرة راجية مغفرة الله والهداية وكذلك فان وحشيى بعد ان امن وصلح اسلامه قال :خرج مسليمة الكذاب فقلت "لأخرجن على مسليمة لعلي أقتله فأكافيء به حمزة" فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان، فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، فرميته بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، ووثب إليه رجل من الأنصار فضرب بالسيف على هامته. رواه البخاري.
فصدقنى لو كان وحشيى بيننا لما تورع عن القام امثالك حربته
والسلام على من اتبع الهدى
عبد الله الفقير اليه
ود

رابط مقال البقف وصورته مرفقة :


تعليقات