الفرق بين الازدواجية فى المعاير وهوية التقدير

الفكرة التى اتداولها الان معصديق لى على الفيسبوك
هى الازدواجية
نعم ليس من شك ان النظام الراهن فى السودان له مساوئه
ما من ادنى شك
لكن لا يمكن ان نحمل هذا النظام افات المجتمع وتراكمات الاخطاء الادارية مذ الاستقلال
بل ومرتد الفعاليات الاستعمارية فى فواصل الاقاليم { المناطق المغلقة } التى اسسها وزكاها الاستعمار واستمر فى تمويل الصراعات الناجمة عنها فى ما بعد .. والى الان
والواقع ان ما يحسب للنظام فى خضم ما يجرى على باقى دول اقليم السودان الممتد من اريتريا حتى مالى هو ابقائه وحفاظه على السمت العام للهوية الاسلامية والتى هى فى الواقع عقيدة غالبية سكان الاقليم ان لم نقل كلهم
ولكن ما جرى فى اريتريا مثلا انه تم تجاهل الغالبية المسلمة ولم يتم تقيم هويتهم او تقديمها كجزء من دساتير الدولة
ناهيك عن ما يجرى بعون وكيد فرنسى فى باقى بلدان الاقليم وتنفيذ عملائها العلمانين المتسلطين على افاق الشعوب والمانعين لتواصلهم باحكام عقيدتهم
ولعل مثل هذا ما يولد الصراع الان فى نيجيريا ومن ثم امتداد الاف الايادى للعبث بامنها وقد كان مثله فى مالى والنيجر
اضافة الى ما جرى على مسلمى افريقيا الوسطى ويجرى الى الان وما جرى على مسلمى الجنوب المنفصل من قبل الحرب الاهلية القائمة فيه الان واثنائها
وواجبى كمسلم ان انوه عن تلك الحقائق لتبقى فى خلفية الحوار عن الولاء و البراء
فلعل الانقاذ مارس بعض منتسبيها اشكالا من الفساد الادارى والمالى ولعل ان لها سياسات ينبغى اصلاحها وتغيريها
والواقع ان المعاناة لم تبارح انسان السودان من قبل الاستقلال الى الان
لكن ايضا هناك مسافات مشتركه فى تشكيل الواقع السوادنى منها بلا ادنى شك تداخلات الاستعمار الغير منقطعة عنه الى اليوم واستغلالهم لكولوينيون السودانيون وادائهم فى فترات الديمقراطية الذى ابدا لم يذد السودان الا خبالا
وهناك مساحات القبلية وتحيزاتها المفرطة والعنصرية واثرهما على الواقع الاجتماعى مذ الاستقلال والى اليوم
وهناك مساحات السيكلوجية السودانية نفسها والتى تحتاج للمراجعات فى غالبيتها فعلى مستوى العمل العامل السودانى يرفض الاوامر المهنية ويعتبرها استعلاء "حقاره" وعلى مستوى الاعتقادات هناك جنوح الى الغلو الصوفى وعلى مستوى الاجتماع هناك نفاق اجتماعى مستشرى
وبالاحرى كى يتغير السودان الى الافضل ليس لعمرى واجبا نظاميا فحسب
بل هناك الكثير الذى يجب ان يلقى على عاتق الشعب فى ابواب الاصلاح الاجتماعى والعاداتى والتقاليد و الخ الخ الخ
ونعود للازدواجية
واقول هنا اذا اعتبر البعض ان نظام الانقاذ قمعى بطشوى دموى فتعالى نراجع سويا منذ بداية الانقاذ هل مضت للاحتكاك او الهجوم المسلح الباطش الدموى على اى فصيل سودانى قبل او دون ان يحمل هذا الفصيل السلاح حتى قبل وجود الانقاذ ؟
الاجابة بلا
هناك احكام فى بداية الانقاذ رأى فيها البعض قمة القهر والقمع مثال اعدام مجدى محجوب وبطرس وسجن بيتر فى قضايا الاتجار فى العملة
علينا ان نتنبه لمسألة الاتجار فى العملة وقتها والان
اليس هذا العمل يضر بالاقتصاد القومى ويحرم خزينة الدولة بل وبسطاء الشعب من انعكاسات توفر العملات الحرة واثرها على سعر الدواء والمواد الضرورية المستوردة من الخارج ؟
كم مريض مات معتلا بسبب عدم توفر الدواء لان اسعار العملات يتحكم فيه تجار السوق الغير شرعية لصالح ثرائهم وتعاونهم مع المهربين وتجار الحدود منهم المنحرفين فى تلك الحقبة الاولى للانقاذ ..... صدقونى الكثير فقد عشت تلك المرحلة وشاهدتها بام عينى فى السودان وما كان عليه من انعدام توفر الدواء والمعدات بل والوقود والغزاء والكساء وكل شيئ
اذا فمثل ذلك حكم كان من مقتضى الحال وقتها بشكل او بأخر
ولعمرى ما تلام عليه الانقاذ ليس هذا الحكم ، انما فتحها للتحويل من حساب حر لحساب حر بعدها بعامان
وهو ما اعاد الاتجار فى العملات الاجنبية لسيرتها الاولى واسهم بلا ادنى شك فى مانحن فيه الان من انعدام السيطرة على سعر صرف الجنيه امام العملات
ولكن ايضا علينا ان ننتبه ان ما جرى جرى كونه سببا مباشرا لاعتماد آلية السوق الحر المفتوح لاحقا وبقت هنا المسؤلية فى تقويم وترميم الاقتصاد السودانى معلقة على اعناق رجال اعماله وتجاره والنظام
فلما تفشى جشع التجار ورجال الاعمال وتداخلهم مع النظام ظهر الفساد الادارى
وقس على هذا
لنعود لافتراضية منكم او بالاحرى من اوسطكم يولى عليكم
فالفساد الاجتماعى والجشع الرأسمالى الوطنى وعنصرية القبلية والاثنية وتحيزاتها هو ما يجرى فى وسط الناس وليس النظام من شعب آخر
غيروا انفسكم واصلحوها ثم تعالوا نطالب بالاصلاح او التغير
اما قبل ..... فلن يتأتى الا استمرار الحال او انحداره نحو الاسوء
الانقاذ الى الان تحكم شرع الله
تحافظ على الهويةالاسلامية للشعب المسلم بغالبيته فى السودان
وتقدم مسافات من التنمية وتدير حرب من اجل الهوية ضد الحركات الوهمية العنصرية اللادينية رافعى رايات الاجندات الغربية
وما نتج عن تلك الحركات الجنوب خير مثال لحكمهم ومآربهم ومألات سيطرتهم
وهنا اعود للازدواجية لاقول ان النظام الدموى فى مصر الان والحكم الافسادى فى عهد مبارك ابدا لم يحافظا فى المصرين على الهوية الاسلامية بل على العكس مضيا لتشويهها وتخريبها والحرب المعلنة عليها
لذا فليس ثمة ازدواجية هنا ان انصح الانقاذ فى السودان بالاصلاح وانصح الناس معها وان اعلن الحرب من مقامى المتواضع على الدولة العميقة فى مصر
ولمصر والسودان قصة جميلة نكتبها سويا بالوعى والايخاء وادراكنا لوجوب دفاعنا عن هويتنا فى عالم واقليم اعلن الحرب عليها
محبتى
ود

تعليقات