الظابط النظامى

حين يتحدث البعض عن دور الظابط النظامى فى الحياة العامة وتبجيله وتقديره لما يقوم به من اجل الوطن فدعونى اوقل ان الاشكالية ليست فى دور رجل الشرطة كرجل يحمى الوطن ومواطنيه داخليا او رجل الجيش الذى يذب عن حدود الوطن وثغوره ضد اى طغيان او اعتداء خارجى
ولكن الاشكالية ان نعتبر من توظف بشكل احترافى فى هذه المهن فارس من فرسان القرون الوسطى فى اوروبا المظلمة او من دولة المماليك التى عتمت الامة بالاسلوب ذاته المتبع الان من حيث التفخيم والتبجيل وامتهان المواطنين العادى حتى المجند منهم فى مقابل رفعة جناب سعادة الباشا الظابط وقال الابنودى :
يا حضرة الظابط انت كذاب
واللى بعتك كذاب
مش بالزل هشوفكوم غيرى
او استرجع منكم خيرى
انتو كلاب الحاكم واحنا الطير
انتو التوقيف واحنا السير
انتو لصوص القوت
واحنا بنبنى بيوت
احنا الصوت ساعة متحبه الدنيا سكوت
احنا شعبين
شعبين
شعبين
شوف الأول فين
والتــــــــــــــانى فين.
والملاحظة التى احب ان اسجلها هنا ان الجيوش المملوكية و الانكشارية منذ تاريخ قديم خانت شرفها وانسحبت وتقهقرت حينما بدا عدو خارجى اكبر من قوتها ولو قليلا بيد ان الشعوب هى التى صمدت
حدث هذا فى المنصورة امام الفرنسين فى زمن نهاية الدولة الايوبية المعتمدة كجيش على المماليك
وتلاها هروب محمد على وانكشاريته الى الجنوب حين هجم الانجليز فى حملة فريزر وقاوم الشعب بقيادة مشائخ الازهر الذين ضحى بهم بعد ذلك محمد على فى خضم مساره الطويل نحو التفرد بالحكم بعد ان اتى به الشعب باول مبادرة شعبية لتعين والى الباب العالى بناء على انتخاب شعبى بثورة
ثم نصل لما جرى فى العراق من نفس الطبيعة المملوكية للجيوش واختفائه يوم سقوظ بغداد الشهير
وما شابهها الان فى اليمن وتقهقر الجيش امام الحوثين
ولعل احداث مصرية بعينا مثل ما جرى فى بورسعيد ابان عدوان 56 والسويس فى حرب العاشر من رمضان المجيدة تعيد لنا حقيقة المقاومة الشعبية والمواطن الواعى لسيادة وطنه على اراضيه
وما جرى ابان ثورة يناير المجيدة من تشكل اللجان الشعبية التى حافظت على التراث والمبانى العامة امام اعتداءات بلطجية الحزب الوثنى ايضا تنقل لنا هذا
ولذا دعونى اوضح ان الظابط محل تقدير لما يقوم به من اجل الوطن ولكن لن يصل الامر لهذا التقدير الا اذا كان مقامه فى سكناته وبالنسبة لرجل الشرطة سكناته ان يكون مع القانون وادات تنفيذه النظيفه لا فوقه واداة ملوثة بضعف او انعدام الرقابة والتسلط الارعن المصاحب لها
ولنقل جميعا نحن جند الله جند الوطن

محبتى
ود

تعليقات