ملخص زعيمان


بعض الارهاصات والتحاليل والتجميعات للاقوال والافعال تصل بالبعض ان يتهما عبد الناصر والسادات انهما كانا عملاء
انى لا اعتقد ذلك اطلاقا
ما اعتقدة
ان عبد الناصر كان زكى عنيد والعند يدمر الزكاء ويفسد نتائجه خاصة ان العند يدفع البعض ان يضع خطط عشوائية لم تحسب بعناية ودقة وبالتالى يتحول الى شخص مُدار بنظام ردود الافعال
اما العلاقات بينه وبين الاستخبارات الامريكية او الصهيونية العالمية او القادة الاسرائلين منذ الفالوجة لا ارها الا محض افتراءات
اعترف انه على خطأ وانه ادار دولة ظلم وحماقة وتأمُرات على الجميع ففى البدء اطاح بنجيب ثم الاخوان ثم باقى قيادات مجلس الثورة لاعتناقه فكرة انه الاولى بالادارة والاصح والاحق والتئم حوله من صور له انه الاعلى
لذا ان صح التقدير فانه استعادة للتجربة الفرعونية بهاماناتها ولم يكن فيها قارونية بيد ان انعدام قارونيتها فتح الباب لتغول كل الملتفين حوله على الحق العام بالتأميم ومن ثم تحويل المؤمم من المشاريع لعزب خاصة واتلافها مما انعكس على كافة الاقتصاد المصرى بالسلب
والجعجعة الزعامية المزعومة مضت به والبلد الى زوايا الحروب التى وان كان لها سلبياتها المتعددة الا انها بلا ادنى شك كان لها دور فى تحرر افريقيا وان شكليا لان ما حدث ان بعد انتصار الثورات المسلحة والسلمية المطالبة بالتغير والمساواة والعدالة على الاشكال الاستعمارية بعون عبد الناصر لطالما تحولت تلك الثورات من مساراتها بثورات مضادة معلنة او سرية او انقلابات مدروسة لتأتى باتباع الاستعمار مرة اخرى للواجهة ونصل بها لمرحلة الاستحمار وهى فى حقيقتها اى الحالة الاستحمارية استعمار بالوكالة والوكيل هو الزعيم الملهم وادارته الكولونية فى كل البلدان الافريقية والعربية ولفترة طويلة دول اميريكا لجنوبية وجنوب شرق اسيا ولو ان جنوب شرق اسيا اسهمت اليابان بشكل غير مباشر فى تغيرها سلميا واميريكا الجنوبية اسهما كل من "تشافيز و لولا دى سلفا" من فترة قريبة فى تغيرها بشكل كبير
ونعود ادراجنا لعبد الناصر وما فعله وما نتج عن فعله نعم كان على علاقة بالشيعة ولعله كان شيعيا حسب بعض المصادر وهذا ما ارجحه لكنه كان شيعيا علمانيا يؤمن بالاشتراكية والمساواة بين الطبقات
فلما حاول تنفيذها مضى الى ذلك بلا دراسة متأنية ومدققة فأتلف كل ما قام به
فالمصانع الكبرى والمشروعات الكبرى التى اممت ضاعت فى البيروقراطية والانتفاعية والتسلط الاعمى من ضباط تحولوا لمديرين بلا ادراك لكيفية الادارة
والفدادين خمسة المستقطعين فى ما عرف بالاصلاح الزراعى من مشاريع زراعية كبرى اودوا بها بل وجرفوها ليرحل الفلاحين بثمن طينها للخليج لاحقا تاركين الزارعة التى كانت عضد الاقتصاد وراء ظهورهم
و حينما طالب البنك الدولى بتمويل السد العالى ورفضوا مضى ايضا لالقاء عدم الانحايز التى اسسها وراء ظهره وانحاز كليا للسوفيت الذين ساموه سوء العذاب فى مماطلاتهم له وذلك لانه لم يعلنها شيوعية بحتة
ونفذوا له سد معيب حجز طمى النيل ورائه مما حرم اراض مصر الزراعية من تجدد خصوبتها
وتعاقدوا معه على تسليح عارى ولا يتفوق به على اسرائيل وكانت المآس مذ اليمن ومن قبلها الكونغو ومن بعدهما سيناء
ناهيك عن تر كه لثلة فاشلة فاسدة تدير البلاد داخليا بالرعب والاقصاء والتصفيات والتشويه والاتلاف الاجتماعى الذى انعكس على كل شيئ وعلى سلوكيات الناس وعلى حتى سمعتهم الخارجية ومستواهم الاقتصادى والعادات والتقاليد وجائت النكسة تتويجا لانكسار الجبهة الداخلية على يديهم
ولما جائت النكسة حاول ان يقف ويعالج ولكن كان قد فات الاوان لانه كان قد وصل الى حالة تأكيدية من الافساد مما جعله تحت بند (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) فلم ينتصر ولم يغير ولم يعالج ورحل مكلوما ذليلا مهزوما معتلا يلاقى رب العالمين ليحاسبه كما شاء على ما شاء
اما السادات فقد تسلم من بعد الناصر تركة مشوهة كل التشوه فحوله قيادات تريد ان تستغله كواجهة ويستمرون هم فى ما خولهم به عبد الناصر فى سنواته الاربع الاخيرة من بعد اقصاء شلة عامر وعامر على رأسها مقتولا
ناهيك عن ارض محتله وميزانية مختلة وشعب منهار ونفوس مضمحلة وجبهة داخلية معتلة
ويسجل التاريخ انه مضى لتأسيس مُصالحة اجتماعية واطلق سراح المعتقلين واغلق المعتقلات وان صوريا كما يظن البعض ولكن عمليا لم يكن هناك معتقلين وانشا المنابر من ثم البرلمان الحزبى وسمح بعودة الاحزاب
ومضى بعد معالجة الجبهة الداخلية الى معالجة الجبهة نفسها فطرد الخبراء الروس الذى كان منهم من يبيع اسرار ما سلحوا به مصر ونقاط ضعفة لليهود فى اسفاره الى اوربا الشرقية مقابل ما لا يتجاوز الالف دولار وبعض زجاجات الخمر الاسكتلندى والسجائر الكنت
ومضى لاعادة القادة الاكفاء وانتقاء كل من ظن انه الاصلح ان يقود مكانه ثم وضع الخطط ووضع الغلاف المناسب للخطة النهائية وظن العالم ان لا حرب هناك
فحارب وهو مدرك كما ندرك الان ان الامة من الغثائية بمكان انها ان حاربت حرب كبرى هُشمت وان حاربت حرب تكتيكية للوصول لمستهدف استراتيجى يمكن ان تنتصر الى حد ما
وهو ما قد كان فالأمة كانت تحت قيادة عملاء ورعديدين فى بعض بلدانها واسرائيل فى المنطقة ورائها القوتين العظمياتين حتى لا يظن البعض ان ورائها اميركا فقط فاول من اعترف بدولة اسرائيل هو الاتحاد السوفيتى وباقى اوروبا والشعوب العربية بين التائهة فى المسافات الاعتقادية التخديرية من الغلو فى التصوف والوصول الى مرحلة الدروشة او التجميد للاصولية والوصول الى مرحلة التكفير العشوائى او التوغل فى الشيعية والوصول الى مراحل عبادة آل البيت والائمة الفقهاء على حسب اعتقاد من اعتنق التشيع ، وهو حال الامة الى الان بنسبة 89 % من افراد شعوبها وكان التساؤل هل ينتصر مثل هؤلاء بعقيدة ... اى عقيدة؟
ومن هناك مضى لاستكمال خطته وكانت كما اراد وحدث ما توقع فالاسد عند اول منحنى انتصار فعلى بدا بالتلاعب وانسحب وجنوده على ابواب الجليل والامريكان واوروبا كلها بدأوا فى ارسال الامدادات الى اسرائيل بل والمرتزقة فبدى انه سيدخل فى حرب مع جيش جديد بخطط جديدة وكانت الثغرة الناجمة عن تحرك القوات الى العمق لسحب الضغط عن سوريا التى وصلت فيها القوات الاسرائيلية الى مشارف دمشق
ولكنه كان لديه الخطة البديلة ولم يعتبر لخيانة الاسد وانما مضى به الى حيث يطلع العالم على الخطط التى ستناقش امامه وكانت حرب النفط التى اسهم فيها احد افضل زعماء العرب فى ذلك الوقت الملك فيصل رحمه الله وبومدين رئيس الجزائر رحمه الله والشيخ زايد حاكم الامارات رحمه الله ولانه يعلم ان من يمد اسرائيل بالجيش البديل هم الغرب فكانت حرب النفط موجهة اليهم وكان وقف اطلاق النار وكان السلام لاحقا واستعاد سيناء كاملة بالاتفاق وبنود الاتفاقية لم تتضمن اى بيع للغاز او تحالف مع اسرائيل ضد اى دولة عربية ولم يكن بل لعلنا نتذكر هنا ان دخول اسرائيل لبنان واكتساحها لم يكن الا بعد موت السادات بل ان ضرب المفاعل العراقى لم يكن الا بعد موت السادات والكثير من الاحداث بما فيها عودة الحرب الاهلية للسودان لم يكن الا بعد موت السادات ولعلنا هنا نتذكر تماما وبوضح ما قام به السادات للسودان ومع السودان وكيف اعاد ما يشبه الوحدة بقوانين التكامل
لذا السادات كان عمليا منتصر ماهر ماكر زكى نفذ كل ما يريد بدقة ولعله اغتر او لعله ادراكا منه لوهاء الكيانات القائمة على الساحة من حيث حقيقة تشكيلاتهم الاعتقادية والشعبية لم يكترث بهم بل ورأى فى اخر سنوات حكمه انهم عبئ على طموحاحته لمصر والعالم لعربى والامة الاسلامية وللعلم لنتذكر امر ما سويا ان او تحالف لمجاهدى افغانستان ضد الاحتلال السوفيتى تم اجتماعة واتفاقة فى القاهرة فى عهد السادات
ولكن لنفس الاعتبار الذى اعتبره كانت الضربة من ما كان يظنه وان كان قد اغفل نقطة هى دائما قائمة وهى اطماع العسكريين التى كان حد منها ولعله تنبه لها ولكنه لم يكن قادرا على معالجتها جذريا فى ذلك الوقت لتعقد الامور او لانها كانت من العمق بمكان انها تضمنت اناس كان يحسبهم معه فى خندق واحد
ولكننى اعتقد انه تنبه لها بعد حادث احمد بدوى الذى يظن البعض انه ضالع فيه بينما تؤكد الارهاصات وعلاقة مبارك بابو غزالة انه من تبدير مجموعة مبارك التى وصلت الى الحكم بكليتها يوم مقتل السادات
ولذا فانى اسأل الله ان يرحمه ونحتسبه شهيدا والله حسيبه
والقصد من المراجعة لكلا الرئيسان وتلخيص احداث حياتهما بعجالة ان لا نستسلم للتشويه التاريخى الذى يلوى الحقائق ويدفع باسوء الظنون والأفتراضات وكأنها الحقيقة العارية ... فانى لعمرى ارى انه اضحى صيحة عصرية ومضى منتهجوه الى تشويه حتى الشخصيات العريقة التاريخ الاسلامى
والله من وراء القصد

تعليقات