والنجم اذا غوى

الاخوة والاخوات الافاضل انصار الديمقراطية وفانر نجمها الدائم والبطل الوحيد لافلامها فى ‫‏سوداننا الحبيب‬ منذ 1965 السيد الصادق المهدى الشهير بأبو نخرة والمعروف بكضاب التقيلة والمدلله عليه فى هذا الثرد بنجم الديمقراطيات الاول
احب ان ارجع بكم بعربة الزمن او مركبته الى العام 1988 فقد كان هناك حدثا جوهريا يطرخ لنا التصورات عن اداء النجم اللامع السيد الصادق المهدي رئيس الحزب ورئيس وزراء (جمهورية السودان الديمقراطية) والذى كان يحكم بناء على ائتلاف مع الجبهة الإسلامية القومية
فيوم الخميس الموافق 31/ 8/ 1988
كانت الكهرباء قاطعة من كل الخرطوم والمتوفِّر منها يتم إنتاجه من محطة بري الحرارية والتي لا تجد من الوقود ما يمكِّن من تشغيلها ولو لمدة أسبوع ويستورد من الخارج بالعملة الصعبة
ولهذا فقد كان معظم السكان يعتمدون على (مولدات كهرباء -Electricity generators) منصوبة أمام منازلهم هؤلاء من كانوا على قدرة ان يشتروها وايضا على قدرة بعد شرائها ان يشترون الوقود المشغل لها
و من الناس من يستعينون بالفوانيس والرتاين ولمبة الحلب وهم الاغلبية
ولقد كانت كل البلد ككل وعلى رأسها العاصمة الخرطوم (ضلوما) ولا فيها ظلط ولا فيها نور والموية لمدة نصف ساعة في اليوم.
كانت محطات الوقود خالية من الوقود مليئة بالعربات التى تنتظر موعد الصرفة (الكبة) وكان لكل سيارة كرت اسمه كرت البنزين ولكل سيارة تموين عبارة عن جالونين بس في الأسبوع. ومن أراد البنزين فعليه بالسوق الأسود وفي كل (ضهرية) عربية يوجد جالون فاضي وخرطوش لشفط البنزين
وكان نجم الديمقراطية هنا
وعلى ذكر الكروت فقد كانت حكومة الصادق المهدي توزع السكر بمعدل رطل واحد لكل أسرة ولمدة أسبوع كامل..
ولم يقتصر الأمر على صرف البنزين والرغيف بالكروت ولكن حتى السجائر البرنجي كانت تُصرف بالكرت مرة واحدة وصندوق واحد في الشهر أبو عشرة سيجارات...
هذا هو الوضع الذي كان سائداً في مساء الخميس الموافق 31/8/1988. وحتى الساعة السابعة والنصف مساءً عندما جاءت السحب من جهة الشرق فانهمرت المياه وصبّت الأمطار بغزارة حتى صباح يوم الجمعة 14/8. ولم ينم المواطنون في كل السودان في تلك الليلة ولا بد أن السيد الصادق نام هانئا مطمئنا .
وحاصرت السيول كل البلاد بما فيها العاصمة الخرطوم وكان تعليق أحد الطيارين وهو يدخل الأراضي السودانية في الساعة التاسعة من اليوم التالي أن قال إنه وجد نفسه في المحيط واختفى منه نهر النيل حتى الخرطوم. وبالطبع توقفت الحياة في البلاد تماماً.
وأصلاً يعنى لم تكن هناك كهرباء
وايضا لم يكن هناك خبز..
ناهيك عن انعدام السكر وزيت الكعام الفا ما يتيسر ن زيت سمسم معصور بلديا ..
اضافة الى انه لم يكن هناك وقود بنوعية..
وبالواضح كدا كان كل ما هناك "مافي"
ولكن نجم الديمقراطية فى
هذا النجم الالمعى الذى تدبر وتفكر واجتمع والتئم وناقش وانبثق وتمخض احد اسافى السودان الى يومنا هذا
اذ أعلن أن السودان منطقة كوارث في أغسطس عام 1988.
ومع إعلان الصادق في ذلك اليوم ظهر ما يُعرف بشريان الحياة (LIFE LINE)
هلت على السودان كل كتائب الظلام والاظلام باسم العون الانسانى
كوكس ووفوكس وتجار الاطفال وتجار السلاح وبلاوى الزمان مجتمعة
بل ان وسط صناديق المعونة المغلقة جائت نفايات الشمالية النووية التى يعانيها سكان الشمالية الان سرطانات واوبئة وينسبها اهل النجم الالمعى لنميرى بيد انها لم تاتى من هناك بل تسربت من خيوط عبائة النجم المخملية
ولا ننسى ان هناك فى اخر عروض النجم وفيلمه المعروف والاشهر "ديموكراسى آت سودان -بارت III" قام بتسليح انصاره فى دارفور والذى عانت من سلاحهم مناطق دارفور ككل وهى زريعة الحركات المسلحة الان فى دارفور وقضية الزرقة والعرب والخ الخ مما نسمع عنه حول الازمة الدارفورية
ولا ننسى ايضا ان نذكر للنجم مجهوداته العظمى فى اضعاف الجيش الوطنى فى مقابل تسليح ماليشياته الانصارية حتى ان الجيش تساقطت مناطقه فى الجنوب واحدة تلو الاخرى ووصلت قوات الحركة الوهمية لتدمير عموم السودان وقتها بقيادة د. جون قرنق الى حدود الدمازين واسقطت الكرمك وجيسان ولم يبقى الكثير على الخرطوم الا 600 كم
هذا ما كان يفصل بيننا وبين الدولة الكاملة الفشل التى تدار فى الجنوب الان
وكان النجم اللامع الساطع سليل الحسب والنسب وذو المعلقة الذهب هناك
فمتى سيرحل هذا النجم المشؤوم‬ عن افاقنا ؟
وللسودان قصة اخرى يكتبها ابنائه المخلصون ان لحقوه قبل ان يمضى الى مرحلة
وداعا سودانلوس
أكل الثور الابيض فاحترس
وهذه القصة قد لا تكتب الا بعد رحيل ذاك النجم
محبتى‬

تعليقات