لمحة من تاريخ الاستبداد-المانيا الشرقية

"نحن الشعب" صرخة دخلت التاريخ الألماني رددها المتظاهرون في مظاهراتهم السلمية في دولة الظُلم يوم كل اثنين من كل اسبوع لتُزلزل اركان الحزب ومعاجمه، وليكتشف الشعب مدهوشا بأن الحزب وجهازه القمعي شتازي كانوا مجرد نمور من ورق، وبيادق دون سند. لم يُعير الشعب الذي استخف به الحزب وأذله لمدة اربعون عاما أي اهتمام لمرتدي قناع الاصلاح من سماسرة ودراويش والذي زج بهم الحزب في الوقت الضائع في محاولة يائسة لكسب الوقت بل مضى بوعي وعناد يسلك طريقه من أجل قبر الماضي وبناء المستقبل.
 
المستبدون في كل مكان هم في الحقيقة متطرفون عميان البصر والبصيرة، وهم وإن اختلفت أنظمتهم ونظرياتهم الا ان جميعهم غير قادرين على الإدراك واستيعاب الدروس القاسية التي عصفت بمصير من على شاكلتهم.
 
عندما انهارت دولة "العُمال والفلاحين" تخلى عنها الجميع. شباب الحزب وعجائزه. منظري النظام وأشباههم. كوادر الحزب ولاعقي احذيتهم. ضباع الاصلاح ودراويشهم، قضاة محاكم أمن الدولة وسجانيهم، لم يفكر أحدٌ منهم أن يقيم لها مأتما، بل سعى الجميع جاهدا لإستدارة ظهره لها، فسيرتها كانت مُخجلة ولم تعد تُشرف أحدا بالإنتماء إليها او اقتران اسمه بها.





جولة مصورة من داخل متحف شتازي بالعاصمة الألمانية برلين 

 
"شتازي" اسم كان يثير الرُعب. احدى مدارس الثوريين والاجهزة الامنية في ليبيا
 
 
لكل مواطن ملف. أرشيف ملفات شتازي
 
 
 
 
المادة 31 من دستور جمهورية المانيا الديمقراطية ( دولة العمال والفلاحين):
لا يجوز انتهاك سرية البريد والمكالمات الهاتفية
 
 
نصوص الدستور حبر على ورق. اكوام الرسائل التي وُجدت بمستودعات شتازي
 
 
 
 
 
لكل باب مفتاح. وكل المفاتيح بيد شتازي
 
 
تزوير الأختام والشهادات احدى مهام شتازي
 
 
 
التجسس على المواطن بدون حدود
 
 
 
 
عين امن الدولة في رعاية المواطن اينما كان
 
 
 
 
جهاز للإرسال على هيئة سماعة
 
 
 
 
غياب الضمير + حفنة دراهم = بصاص محترم
 
 
 
 
الأصفاد وكاتم الصوت منطق الاستبداد
 
 
في دولة الاستبداد الرأي الآخر لا مكان له الا في المعتقلات
 
 
احدى المعتقلات السرية لشتازي: طابق تحت الارض بإحدى العمارات السكنية وسط برلين
 
 
 
زنزانات شتازي: سرير من الخشب ووعاء لقضاء الحاجة
 
أحد المعتقلين السياسيين لم يطيق سنوات القهر بالمعتقل فقرر الانتحار.
محاولة زوجته بتهريب شفرة حلاقة اليه باءت بالفشل
 
 
أجهزة تصنت
 
 
الجدران لا تمنع من التصنت على الجيران
 
 
 
أعلى الصورة على اليمين قنبلة على هيئة بطاطا
 
 
 
 
التصنت على المكالمات الهاتفية
 
 
تحت شعار لكل مواطن هاتف تم تركيب لكل غرفة جهاز تصنت
 
 
احدى اسلحة الاطلاق الذاتي والتي تم تركيبها على جدار برلين
لتحصد ارواح المئات من الذين حاولوا الهرب من جحيم الاستبداد
 
بدلة ضابط بأمن الدولة وجدت مكانها والى الأبد بمتحف
شتازي اما البقية فقد بيعت بأسواق الآحد
 
ايريش هونكر سكرتير الحزب الشيوعي الالماني ذئب بجلد حمل
 
 
أين هم الاتباع؟ هونكر مات منفيا في تشيلي
 
 
الحب الجارف. هونكر وبريجنيف سكرتير الحزب الشيوعي السوفييتي وقبلة الآخوة الشيوعية
 
 
وقبلة اخرى من الرفيق جورباتشوف
 
 
في لحظة ما لن تفيد القبلات فمن يأتي متأخرا ستعاقبه الحياة
 
 
الحاكم الفعلي ايريش ميلكي وزير امن الدولة (شتازي)
 
 
ميلكي عند اقترابه من النهاية: انني احبكم. دعونا نتحاور لمصلحة
واصلاح الوطن. مراوغات تجاهلها الشعب فكسب معركته ضد الاستبداد
 
ميلكي بعد سقوطه. وحيدا، منبوذا، لا أحد يسأل عنه من رفاق الآمس
 
 
شهادة انهيار دولة الاستبداد وقبعة ميلكي العسكرية اصبحت اضحوكة الشعب
 
 
" فضاء اوروبا الشرقية" ثاني أقوى قوة عسكرية في العالم
ينهار بكامله نتيجة غياب الديمقراطية وتداول السلطة
 
 
نياشين الدولة في المتحف وايضا في اسواق الآحد الشعبية
 
 
الشعب الذي يحترم نفسه: لوحة رخامية سوداء عليها عبارات
لضحايا الاستبداد لتبقى وللأبد ذكرى للأجيال

تعليقات