‏حدث‬ فى ‫‏السودان

 استقلال اعقبه تسليم رئيس الوزراء الديمقراطى ذا الخلفية العسكرية الحكم لقائد الجيش بعد تفاقم صراعات الاحزاب النفعية وعلى رأسها حزب الوبال "الأمة"
ومن ثم حكم عبود السودان بحسن النوايا لم يكن هناك فساد يذكر لم يكن هناك فقر يعرف بل ان الاوضاع كانت على خير مايرام بل ان ربط الجنوب بالشمال كان على احسن ما يمكن او كان
ولكن التنصير فى الجنوب رأى فى ذلك نهاية لمشواره الدؤوب مذ انهاء حكم التعايشى وقتلة واغلاقهم للجنوب وتمدد عمليات التنصير وكولنة النخب هناك
وسالت الاموال للدماء وانهالت هى و الوعود على محبى الظهور والساسة وطلاب الحرية كل على سواء
ورفعت رايات المطالبة بالديمقراطية وعلى صعيد اخر او بالاحرى الصعيد بعينه اى الجنوب رفرفت رايات الحركات المسلحة ومولها المنصرين وكل من له غرض فى تفتيت السودان وتقزيمه
وواجه عبود الحركات المسلحة باعنف ما يكون ولكنه لم يقدم بطشا ما يذكر للمدنين ولكن بطشه بالمسلحين نقل للجميع انه همجية
فخرجت مظاهرات فى الخرطوم لم يعتدى عليها احد ولكن فى جوف ليل اطلقت النيران على طالب يجزم البعض انه لم يك من المتظاهرين فى داخلية الطلاب "قرشى" والذى جُعل لاحقا ايقونة لثورة اكتوبر الغامضة
نعم نحن ضد حكم العسكر ولكن ايضا ضد حكم دولة مدنية ذات اجندة غربية او بالاحرى ضد ديمقراطية الاحزاب الكولونية والزعامات الطائفية المتسترة باحزاب كرتونية وهى التى اتلفت نتاج ثورة اكتوبر فى ما بعد وصعدت كل اشكال الصراع فى السودان ككل وظهرت كل النزعات التشرذمية فى ايامها
فالعنف تصاعد على نحو اسوء فى الجنوب وفى اعوام لم تتجاوز الاربع شهدنا قيام الانتخابات العامة مرتين وتكون أربع حكومات بتحالفات حزبية مختلفة مما يدل على تحكم النفعية الحزبية الضيقة فى عملية تسير امور البلاد
وكما زاد حريق الجنوب اشتعالا واستفحل أمر التمرد استفحل الحراك النقابى إذ انتشرت الاحتجاجات والإضرابات المطالبة بتحسين الأجور
وبُذرت نطفة الجهوية وبدأت نشاطات الجماعات والتكوينات الإقليمية التى تطالب بتنمية وتطوير مناطقها مثل اتحاد أبناء جبال النوبة فى جنوب كردفان ومؤتمر البجا فى شرق السودان وجبهة نهضة دار فور فى غرب السودان
وبدى لنا مشهد لحراك وان كان بشخوص وملامح وطنية ولكن ورائه دفع مرجفى الاحزاب ومؤنجدى الغرب وقوى الشر العالمية حكومات العالم الخفية والتى ترى فى استقرار السودان مذ التجربة الامامية "الامام / محمد احمد" ضرب وتهديد لمصالحها واستمراريتها فى افريقيا خاصة اقليم السودان العريض من اريتريا الى السنغال
ولمواجهة هذا التهديد انطلق خونة الماسون والنخب الكولونية المأجورة ينفثون فى كل الصراعات فى آن واحد وشهدت التجربة الديمقراطية الثانية فى السودان اغرب حدث لا ديمقراطى البتة فى اروقة مجلسها التشريعى وهو حظر حزب بعينه "الحزب الشيوعى" والقاء منتخبيه من الممثلين للشعب خارج البرلمان فى سابقة لا تتشابه الا مع الحقبة المكارثية فى اميريكا
وكل ملامح وتفاصيل المشهد والذى تكرر شبيه له فى ما بعد فى الديمقراطية الثالثة كان لا يعنون الا عن دولة فاشلة متأمرة الاعضاء نفعية القيادات والمسارات لا تباه لاشواق الشعب ولا لمستقبل البلاد واستراتيجيات نمائها وتطورها ورفاه ابنائها فقط كان الالتفاف وراء مصالح منتسبى الاحزاب الضيقة وتحويل مقدرات البلاد لنفعهم ورخائهم هم وحسب على حساب الجميع
ولم يعد المسمى الانسب لها مرحلة سياسية وانما دورى احزاب يتهافت فيه الجميع على تحصيل النقاط ويقوم الشعب والمستقبل وارض الوطن مقام الاستاد والمتفرجين
تلك كانت اكتوبر وما جرى بعدها وكانت بذرة من فسائل الخطة الشيطانية لتدمير عموم السودان ولاسباب واضحة
فاستقرار السودان بتشكيله الاثنى والايدلوجى والعقائدى يمثل نموزج افريقى مصغر يقود ان كان ونجح الى استقرار ‫‏إفريقيا‬ ككل وكان من المفترض ان يشكل ذلك ويقود به المسار الافريقى نحو مقدمة القارات بما فيها من تنوع من حيث الموارد والاثنيات والمقدرات والموقع الجغرافى والخواص الجيلوجية والمواردية والمناخية
لكن اين هو السودان الان واين هى افريقيا ؟
لازالا اسدى الظلام والوهن ينهشا ابنائها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وزاد عليهم ضبع العفن
فاسدى الظلام والوهن هما الجهل والامراض المستوطنة والمستحدثة معمليا لاخلاء افريقيا من السكان تمهيدا للنظرة الغربية باعتبارات التغيرات البيئية والمتوقع للاصطدامات الفلكية وصيرورة ان تتحول افريقيا لملجئ الجنس البشرى بعد ذلك هى وبضعالشرق الاوسط ولادنى
وما استجد عليهم من ضبع العفن هو الفساد الادارى والتربح اللذان يضربان باطنابهما فى الاروقة السياسية والادارية والحكومية فى قلب قارتنا الام
وسودانلوس قصة قادمة لابد ان لم نحترس
وافريقيا للتمليك والايجار خالية من السكان كوميديا سوداء تمثلها قوى الشر على مسرح العبث وسنجدنا نحن مشاهدوها والضحايا فى آن واحد ان لم ننتبه ونتكاتف وتلتف حول هدف
نسال الله السلامة لكل الطيبين فى العالمين
قولوا ‫‏آمين‬

تعليقات