قالوا عن الحب 7 " ريتشارد بيرتون وإليزابيث تايلور"

 قصة الحب الأشهر بلا منازع في تاريخ الفن السابع الأمريكي، حيث كان ذلك عام 1961 أثناء تصوير فيلم كليوباترا وهو الفيلم الأكثر شهرة وغلاء في ذلك الوقت، عندما أصابت سهام كيوبيد بطلي الفيلم ريتشارد بيرتون وإليزابيث تايلور، فتحولت زمالتهما إلي عشق، وتمثيلهما إلي حقيقة. ومن خلال مذكرات ريتشارد بيرتون النجم الدنجوان تعرفنا علي الكثير من تفاصيل العلاقة التي كانت تربط بين النجمين الشهيرين. وما زال هناك العديد من الأسرار التي يسردها بيرتون من خلال مذكراته قائلا.
- "30 سبتمبر 1968 – باريس"
اندمجنا كثيرا في العمل المتواصل اليوم، حيث بدأنا التصوير منذ السابعة مساء وانتهينا حوالي الساعة الرابعة من صباح اليوم التالي، إنني الآن أنتظر ليز حيث انها قد ذهبت لقياس فستانها الجديد الذي يتم تفصيله خصيصا من أجل دورها في الفيلم، وأتمني ألا يطول انتظاري، فأنا أشعر بالاطمئنان عندما أراها. وبالرغم من مرور نحو سبعه سنوات علي بدء علاقتنا معا، إلا أنني مازلت أشعر بافتقادها حين تغيب عن نظري، حتي وإن كان السبب في ذلك هو ذهابها إلي الحمام !
- "10 نوفمبر 1968"
اليوم عيد مولدي، فقد اكملت عامي الـ43، الساعة الآن التاسعة صباحا، السماء غائمة ولكن هناك بادرة أمل في أن يسطع ضوء الشمس بعد قليل، بالأمس قضيت مع ليز سهرة جميلة لن أنساها، بمطعم رومانسي رائع يليق بصاحبة الفكره وذوقها الرفيع، وبعد العشاء قضينا وقتا طويلا نتبادل أطراف الحديث وهو الشيء الذي نفتقده بسبب زحام العمل والأحداث اليومية. 
- "19 نوفمبر 1968 – باريس"
سألت نفسي اليوم ما إذا عادت بي عجلة الزمان إلي الوراء، هل كنت سأسلك ذات الطريق الذي سلكته قبل ثلاثين عاما من الآن، أم أنني سوف أفضل أن تكون لي حياة أخري بتفاصيل واحلام مختلفة؟ لم أفكر في الإجابة كثيرا، فانا اعشق حياتي كما هي، بكل مميزاتها وعيوبها. أحب الشهرة وحياة الترف والثراء، اعشق أن تكون حياتي مثار اهتمام وفضول الآخرين، وحتي الضريبة التي لابد من التضحية بها وتظهر بين الحين والآخر في صورة شائعات مغرضة أو الإصابة بعين الحسود، فإنها جميعا نفقات بسيطة أمام مكاسب جميل أخري، ويكفيني سعادتي التي لا تقدر بأموال الكون بمحبوبتي اليزابيث، إنني في كثير من الأحيان أشعر وأنا معها وكأنني في حلم. فقد حولتني إلي رجل رومانسي عاطفي يعرف مذاق الاستمتاع بالحياة. ولم لا؟ وأنا أحب تلك الفنانة الموهوبة والنجمة اللامعة وهي تبادلني نفس الشعور، إنها شديدة الرقة والرقي، جريئة، مغامرة ومرحة في ذات الوقت خجولة ذات صوت ملائكي منخفض. أحياناً تبدو متكبره ومتغطرسة ولكنها في ذات الوقت حنونة إلي أقصي حد، إنها الوحيدة التي تستطيع ان تعبر بي إلي بر الأمان وتساعدني علي الانتصار في معركتي الحالية ضد إدمان الخمر. نعم إنني أثق أن الحب وحده هو القادر علي فعل المستحيل، وليز تحبني، فأين هي المشكلة؟
- "22 ديسمبر 1968 - جستاد "
لقد وصلنا بالامس وسط احتفالات صاخبة، ولكنني كنت في مزاج سيئ للغاية ولا أستطيع السيطرة علي انفعالاتي، فقد كنت أحتد بالكلام علي كل من يدفعه سوء حظه للتعامل معي، أما ليز فهي ليست في حالتها الطبيعية أيضاً، حيث انها تعاني من وسواس المرض، أي أنها تشعر ببعض التوعك في بعض الأحيان، خاصة في أوقات العمل وهي في الحقيقة لا تدعي المرض ولا هي مريضة بالفعل ولكنها دقيقة وحريصة جدا في كل ما يخص صحتها، ولكنها سرعان ما تتعافي وتقفز هنا وهناك وكأنها طفلة في العاشرة من عمرها حينما نستعد إلي الخروج أو التنزه.
- 29 مارس 1969 – بيرتو فالارتا 
اليوم ليز تبدو فاتنة، فقد قضينا يومنا علي الشاطئ، مما أكسبها لونا برونزيا ساحرا فزادت جاذبية وجمالا. إنها فقط تحتاج إلي أن ينقص وزنها قليلا حتي تبدو في أبهي صورة لها، وبالرغم من اقترابها من عامها الأربعين إلا أن محبوبتي ما زالت تتمتع بشباب فتاة في العشرين، ولا يظهر عليها من علامات الزمن إلا لمن يدقق بعض الخصيلات المعدودة من الشعر الأبيض، والذي يبدى لمن يراه مختلطا مع شعرها الذهبي وكأنه خيوط حريرية من الفضة والذهب، لقد علمتني ليز أن الجمال الحقيقي يستطيع أن يقهر الزمن.
- "25 مايو "1969 
ما أغرب هذه الحياة؟ فكم هو مثير للقلق أن يتحول شخص عاشرته لثلاثة عشر عاما إلي شخص غريب عنك. نعم أشعر بهذا الشعور الغريب تجاه ليز، ربما هو الفتور. أو ربما تكون هذه هي النتيجة الطبيعية للشعور بأنك تداوم علي العطاء والعطاء في الوقت الذي يعتاد الشخص الآخر علي التلقي دون محاولة منه لتبادل الأدوار، وكثيرا ما أسأل نفسي. لماذا تحتفظ المرأة عادة بحقها في الاستمتاع بكلمات المدح والإطراء من قبل الرجل بينما تبخل هي عليه بالمبادرة في التعبير عن مشاعرها هي نحوه؟
- "6 أغسطس "1969 
قالت لي إليزابيث هذا الصباح انها تشعر بعدم وفائي لها. إنني أتعجب من شكواها هذه بعد كل ما قدمت لها، الحقيقة أنني لم أتوقع يوما أن تتهمني ليز بهذا الاتهام البشع، وهي التي طالما تحدثت الصحف عن علاقاتها العاطفية المتعددة.
- "31 اغسطس 1969"
أعمل جاهدا علي إنقاذ علاقتنا التي ظلت لسنوات عديدة مضرب الأمثال سواء في الوسط الفني أو خارجه، لكنها لا تعمل علي مساعدتي لتحقيق نفس الهدف، ربما لتوترها وعصبيتها الدائمين بسبب إدمانها للخمر. أما أنا فكثيرا ما أتذكر والدي هذه الأيام، خاصة حين أضبط نفسي وأنا في حالة عصبية شديدة مثله تماما. غريب هو ترمومتر مشاعر الإنسان، فهو علي استعداد للتحول من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار إذا ما واجه أي شبهة للقسوة أو الفتور.
- "2 أكتوبر 1969 – جنيف" 
كنا اليوم في زيارة لمتحف الفن الحديث في جنيف، بعدها ذهبت مع ليز للتسوق. طلبت مني شراء خاتم ماسي لها، فحققت طلبها ولكني افتقدت شعور الشغف الذي كنت أشعر به من قبل عند شرائي أي هدية لها، لقد كان شعورا يمتعني أكثر ما كان يمتعها !
- "18 نوفمبر 1969 – موناكو"
صباح اليوم قدمت ليز لي الشاي بنفسها، إنها حقا محاولة جيدة لتحسين العلاقات، لكننا جلسنا معا وكأننا قد نسينا الكلام. فقط نكتفي بحديث النظرات. لأول مرة منذ زمن طويل أنظر إلي عينيها ولا أجدها منكسرة بسبب شرب الخمر، لكن تري، ماذا وراء تلك النظرات الحائرة؟



تعليقات