ماذا جرى فى وادى سيدنا

أكدت مصادر دبلوماسية عن تنسيق صهيوني مع قائد جيش طبرق الفريق "خليفة حفتر" لضرب السودان ودعم متمردي دارفور، وأكدت المصادر أن قوات الجيش السوداني عثرت مع متمردي حركة العدل والمساواة الذين نجحت القوات السودانية في توجيه ضربة كبيرة لهم في معركة "النخارة" الأحد الماضي، على أسلحة تسلموها من ليبيا عن طريق قوات "حفتر"، ومنها 20 عربة جيب وأسلحة متنوعة.

وقالت المصادر إن الطائرة الإسرائيلية بدون طيار كانت ترصد وتستهدف ضرب طائرات بقاعدة "وادي سيدنا" الجوية، واستطلاعات الدفاعات الأرضية السودانية بعدما وافق البرلمان على شراء منظومات دفاعية جديدة لوقف الاختراقات الصهيونية للسودان عبر البحر الأحمر.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها للسودان من إسقاط طائرة إسرائيلية - بعد تحسين دفاعاتها الجوية - بعد 3 هجمات صهيونية سابقة.

وأشارت المصادر إلى إحباط مخطط حركة "العدل والمساواة" التي كانت تنوي تنفيذ هجوم كبير في السودان بدعم صهيوني وليبي من قبل قوات "حفتر"؛ حيث كشفت أن الحركة المتمردة التي تتخذ من دارفور مقرا لها تلقت دعمًا وتمويلًا من الانقلابي "خليفة حفتر"، الذي سبق أن اتهم بدوره الخرطوم في فبراير الماضي بدعم من أسماهم "الإرهابيين" بليبيا في إشارة لقوات فجر ليبيا الثورية التي تسيطر على العاصمة طرابلس.

ومعروف أن الخرطوم اعترفت عقب إسقاط حكم الرئيس الليبي السابق "معمر القذافي" علنا بدورها في إسقاطه عبر دعم الثوار بالسلاح، لأنه (القذافي) كان يدعم في أيامه الأخيرة متمردي دارفور، وهو ما أكده حينئذ المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية "خالد موسى"، مشيرا لاستعانة "القذافي" في معركة سقوطه الأخيرة بهؤلاء المرتزقة من دارفور.
حماس و(إسرائيل) والسودان

مساء الثلاثاء الماضي، سمع سكان مدينة أم درمان السودانية خاصة الذين يقطنون بالقرب من الكلية الحربية، دويا ينم عن انفجارات، حتى جاء تصريح من الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة "الصوارمي خالد سعد"، والذي ذكر أن طائرتين إسرائيليتين بدون طيار اخترقتا الأجواء السودانية عبر البوابة الشرقية (ولاية البحر الأحمر)، وتصدت لهما قوات الدفاع الجوي.

وقال الناطق الرسمي بلسان القوات المسلحة السودانية (الأربعاء) الماضى إنه تم إسقاط طائرة إسرائيلية من دون طيار في منطقة وادي سيدنا في أم درمان غربي العاصمة الخرطوم بعد رصد دخولها المجال الجوي السوداني عبر البوابة الشرقية في ولاية البحر الأحمر، وتضم هذه المنطقة عدة مواقع عسكرية سودانية بينها مراكز تدريب ومواقع فنية.

وأضاف أن الطائرة كانت محملة بصاروخين، وقالت مصادر عسكرية رفيعة في الخرطوم إن الدفاعات الجوية السودانية أطلقت صاروخين على الطائرة لدى ظهورها على رادارات الدفاع الجوي فأسقطتها، مع عدم وقوع أي إصابات بشرية أو مادية.
وقد ترددت أنباء عن قصف صهيوني لسد ومباني التصنيع الحربي، وأنباء أخرى ترددت عن محاولة انقلابية، ولكن المكتب الإعلامي للجيش السوداني نفى هذه الأنباء المتضاربة بخصوص ضربة جوية لسد مروي وبمباني إدارة التصنيع الحربي، وأكد أن هذا "عار من الصحة تماما ولا يمت للحقيقة بصلة".

وقد نفت إسرائيل علمها بما قاله السودان، ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، نقلا عن "مصدر رسمي في القدس" قوله إنه: "لا علم لإسرائيل بإسقاط طائرة إسرائيلية من دون طيار غربي العاصمة السودانية الخرطوم".

وقد أفاد "مصدر خاص" في تصريحات لصحيفة "الجريدة" الكويتية، الجمعة 8 مايو أن الطائرة الإسرائيلية بدون طيار التي أعلن السودان عن إسقاطها فوق أراضيه استهدفت مستودعا للأسلحة خاص بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في البلاد.

وقال المصدر الذي لم يتم الكشف عن هويته "إن الطائرة أطلقت صاروخا واحدا من أصل ستة على مستودع للسلاح خاص بحركة حماس في مدينة أم درمان، قبل رصدها وإسقاطها"، مضيفا أنه "تبين للسودانيين، بعد محاكاة مسار الطائرة، وجود مطار لمثل هذه الطائرات في منطقة إفريقية، قد يكون على الأراضي السودانية"، في إشارة ربما لجنوب السودان.

ولم يستبعد السياسي السوداني الدكتور "الطيب مصطفى" أن تكون الطائرات التي استهدفتها مضادات الدفاع الجوي السودانية بمنطقة وادي سيدنا العسكرية "كانت في مهمة استطلاعية للتأكد من معلومات تخص السودان".

وأشار "مصطفى" إلى أن الأمر يتعلق بطائرة استطلاع وليست طائرة هجومية، وقال: "من الواضح أن الأمر يتعلق بطائرة استطلاع للتأكد من معلومات ليس إلا، وليست طائرة هجومية، وأن إسرائيل تريد التأكد من معلومات"، مشيرا لسوابق إسرائيل في استهدافها لمواقع سودانية في وقت سابق، واستبعد أن يكون الأمر متعلقا بضرب قافلة عسكرية تنقل أسلحة سودانية كانت في طريقها إلى قطاع غزة، كما اعتادت تل أبيب أن تقول عقب عدوانين سابقين على السودان.

وكان السودان قد اتهم في الماضي إسرائيل بقصف منشآت عسكرية سودانية، من بينها مصنع أسلحة في الخرطوم في عام 2012، كما قصف قافلة لمهربي تجارة البشر قرب البحر الاحمر، وزعم أنها لم تكن المرة الأولي التي تقوم فيها إسرائيل بضرب مناطق داخل السودان، فقد سبق أن استهدفت عربة (سوناتا) بمنطقة البحر الأحمر عام 2010 راح ضحيتها أحد المواطنين، وقصفت قافلة لتجار تهريب الهجرة غير الشرعية بدعوي أنها قافلة لنقل أسلحة سودانية الي الفلسطينيين في غزة عبر البحر الاحمر.

وكان الهجوم الصهيوني الأكبر في أكتوبر 2012 علي السودان قد أدي إلي تدمير 60% من مجمع "اليرموك" العسكري، وخصوصا عنابر تخزين السلاح التي توفر للجيش السوداني 40% من احتياجاته، وقالت تل أبيب حينئذ إن "هذا أول هجوم يقوم به سلاح الجو الإسرائيلي في هذا العمق السوداني" معتبرة أنها "رسالة للإيرانيين بأنه يمكن قطع مثل هذه المسافات، لأن المسافة بين "إسرائيل" والسودان 1900 كم، بينما المسافة بين "إسرائيل" والمفاعل النووي الإيراني في قم 1600 كم" على حد قوله؛ حيث أشاعت إسرائيل حينئذ مزاعم لمصادر استخباراتية غربية تقول إن الإيرانيين حاولوا إقامة مخزن صواريخ باليستية في السودان لاستخدامها وقت الحاجة في حال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة جوية ضد إيران قد تؤدي إلى تدمير مخزونها من الصواريخ طويلة المدى.

 دور "حفتر" في دعم متمردي دارفور
وتقول المصادر السودانية إن اللواء "حفتر" الذي يطالب مصر والإمارات بمده بأسلحة لمحاربة قوات فجر ليبيا الثورية، "سوخوي" ومروحية عسكرية وعدد من المدرعات والآليات، سعي لنقل بعض هذه العربات لقوات متمردي دارفور لدعمها في عملية كبيرة كانت تنوي القيام بها في مناطق قريبة من جنوب السودان، وأن معتقلين من الحركة أسرتهم قوات السودان قد اعترفوا بهذا.

وتقول المصادر السودانية أن مقاتلي "العدل والمساواة" كانوا يحاربون إلى جانب قوات الرئيس الليبي الأسبق "معمر القذافي" في أعقاب اندلاع ثورة فبراير .2011 وسبق أن دعمهم "القذافي" بالمال والسلاح، وهو ما دعا الخرطوم لدعم الثورة الليبية. وأنه عقب سقوط "القذافي"، انتقل متمردو دارفور لدعم قوات "حفتر" التي تضم فلول النظام السابق.

وقد فتحت الهزيمة الكبيرة التي تلقتها قوات العدل والمساواة في موقعة "النخارة" بولاية جنوب دارفور، وفقد خلالها متمردو دارفور أكثر من مائتي عربة، الباب مجددا لدعم قوات "حفتر" إضافة إلي دولة الجنوب التي انفصلت عن السودان، لحركات التمرد السودانية عبر الأموال والسلاح.

وقد اعترفت حركة العدل والمساواة، في بيان، بخسارتها أمام القوات المسلحة السودانية في معركة "النخارة" الأحد الماضي، وقال "جبريل إبراهيم" رئيس حركة العدل والمساواة إن الحركة تعترف بأنها "لم تكسب معركة النخارة بمقاييس الكسب عندها أو بالصورة التي عهد الشعب السوداني كسبها للمعارك طوال سني الثورة". وأضاف إن "عدم كسب الحركة للمعركة بالصورة المرجوّة لا يعني أبداً خسرانها للحرب أو القضية"، كما اعترف بخسارة الحركة لآليات وعتاد قال إنها غنمتها في الأصل من الحكومة، ولكنه عاد وقلل من حجم الخسارة ووصفها بأنها: "لا تتجاوز ربع ما يتشدَق به النظام".

مصادر دبلوماسية: طائرة صهيونية "غبية" كشفت حقائق مثيرة في دور السيسي وحفتر وبن زايد في اضطرابات الجنوب السوداني

تعليقات