السودان شمال والجنوب المنفصل منه واقليمه العريض ...قصة عميقة


الان يبدوا ان ما انفصل فعليا من الجنوب هما النفط والمساحة الجغرافية
اما السكان فبعد ان تجلى الوجه الحقيقى لاباطرة الحركة الوهمية لتدمير عموم السودان المعروفة مجازا بالحركة الشعبية لتحرير السودان
وانتشر القتل بالمجان واضخم الارقام فى الجنوب فى حرب على المناصب والمكاسب وليس الوطن
والقضية ان المكر السيئ يحيط باهله وها هو الجنوب الذى راهن عليه الغرب ينفجر فى صراعات قبلية فى ظاهرها وباطنة اطماع الكيانات السياسية وامراء الحرب هناك ولكن اشتعالها قبليا باستغلال كل قائد سياسى او عسكرى لعمقه القبلى يجعل منها حرب اهلية لا تتوقف لان ثارات القبائل اكثر تشعبا من التصالحات السياسية الانتفاعية للساسة الميكافليين الكولونين هناك
والمجمل ان مشهد حرب الجنوب القائم دفع بسكان مناطق التخوم والمُروَجْ فيها للنعرة الانفصالية على اساسات اثنية بحتة دفعهم ان يتنبهوا لحقيقة الامر واطماع الساسة وامراء الحرب المصتنعون غربيا وممولون كذلك ومأنجدون ايضا
واضحت الجماهير على عكس ما كان ترفض بالكلية التعاون معهم ضد نظام الانقاذ الحاكم الان
والواقع الديموغرافى على المستوى العقائدى الان فى السودان المتبقى يفرض واقع ان 90 % من السكان مسلمين وان البسطاء منهم اللا مؤدلجين يشكلون الغالبية العظمى من هذا التعداد فبالتالى التبنيات السياسية التى يروج لها الساسة المؤدلجون غربيا كعلمانين بشقى العلمانية الليبرالى والاشتراكى على تمدد مستويات اعتناقهما كشقى علمانية من الالحاد الكامل الى تحكيم القوانين الوضعية سواء اشتراكية او ليبرالية وهنا نشهد مسرح انفصام سياسى عن الجمع الغالب من البسطاء المعتبرين لعقيدتهم وان شابها ما يلم بالعامة من بعض الخزعبلات والهوس الدينى الذى ليس من اصل الاسلام على حنفيته الحقيقية وانما هم اقرب منها واشد تمسكا بها وبهويتهم الملحقة معها ولا يتقبلون ما يدعوا له الاخر العلمانى هنا
اضافة الى ان مطامع الاحزاب الضيقة ذاقتها الاجيال فى التجارب الديمقراطية الفاشلة السابقة والتى كانت الاحزاب بما هى عليه من نفعية ونظرة ضيقة على المستوى الحزبى والتعامل مع المقدرات الوطنية كانها غنيمة لمن يفوز فى الانتخابات بل وانتهاج منهج ديكتاتورى داخل الاحزاب التى تدعى الديمقراطية
بل وان بعضها يدعو على الشق السياسى للعلمانية ويمارس داخل الطائفة الدينية المعضضة للحزب ابشع انواع الهوس الدينى والتأليه للذات بين رعيته ومريديه البسطاء مستغلا اياهم وجهلهم فى ما بعد لكسب الانتخابات الديمقارطية بالاستلاب العقائدى الزائف لمريدية
والمجمل ان السودان الان يمر بمرحلة من الخطورة بمكان انه اخر قلاع الاسلام فى الحزام المعروف بالسودان العريض الممتد من اريتريا الى السنغال والتى نرى فى بلدانه كارثة نزع الهوية والتنصير والتفتيت وكل اشكال التبديد للقوة الاسلامية فى هذا الاقليم واستبدالها وتحييد هويتها واعادة تشكيلها ديموغرافيا بالتنصير
ولو ان المؤسسات الاسلامية والعربية تعمل باستقلالية عن الغرب واجنداته التخريبية فى بلداننا لافترض ان تقدم كل العون لبقاء هذا البلد على قيد الاسلام وفى ظلال العربية ويمارس افريقية امتزاجية طيبة بعيدا عن العنصرية
فالجهود اذا بذلت فى سبيل تحقيق ذلك كان العائد اكبر مما يتخيل الجميع فالعمق العربى الاستراتيجى الاهم هو افريقى على اى مستوى
فاذا استثمر العرب اموالهم فى هذا الاقليم وهو متمسكا بهوية مشتركة بينه وبني العرب الا وهى الاسلام لنمى الاقليم ككل واستقر وتعمقت وشائج الصلة والتقارب بينه وبين العالم العربى وانعكست بالنفع على كل شقى المعادلة الواحدة من عرب وزرقى او افارقة بالاصح فى الاقلايم وفى الشرق الاوسط ككل وشكل حائط دفاعى على المستوى الانتاجى على كافة مناحية من زراعى ورعوى وصناعى وزراعى وصيد وحتى توليد الكهرباء بالرياح وخلافه من المولدات المتاحة فى الاقليم ويمكن من هناك ربط شبكة متمددة من الكهرباء والطرق ، لتربط العالم العربى والوسط الافريقى المسلم بجسور لا تنقطع بل تنموا وتزدهر لتتحول من جسور الى امتداد مشترك متكاتف متداخل مشكلا لتكتل قوى ونمو فى العالم ككل والبوابة التى قد تنجح فى تحقيق ذلك ان تم التنسيق معها وتقديم النموزج فيها هى السودان
لكن هل عالمينا المتشابكان اسلامى وعربى يدركان جدوى وامكانية هذا
هذا هو السؤال المؤرق وسط تداعيات تولى الحكم فى بلدان العروبة من ليس اهل له ومن هم عملاء ومن هم مهتمون فقط بثبات مؤخراتهم على عروشهم
فان بدأ حكم رشد فى تنسيق حدوث ذلك نكون قد مضينا خطوة واسعة على طريق القوى الاسلامية وبنائها فى العالم والقيادة العربية لها من جديد
بلاد العرب  اوطانى‬
وهويتى اسلامى‬
محبتى‬

تعليقات