ادب انجليزى - (حكاية مسز كلارك)الحديث لمن !!


::
في طريق نزولي على الدرج بعد زيارة لزميل لي الأسبوع الماضي في شقته، سمعت صوت الباب الخارجي للقاعة الأرضية من المبنى يُفتح، يتبعه صوت سيدة تخاطب أحداً معها. لم أستطع رؤية السيدة أو من كانت تخاطب لأن منعطفات الدرج وعتباته تحجب الرؤية، ولكني عرفتها من نبرة صوتها المميزة أنها مسز كلارك، وهي أرملة متقاعدة في أواخر العقد السابع من عمرها تسكن في شقة على الطابق الأرضي. فأبطأت خطواتي في النزول لأتحاشى لقائها خوفاً من إستلام تقرير مسهب منها عن شجون حياتها اليومية في حديث طويل يستهلك من وقتي ويتعذر علي الهروب منه كما علمتني عدة مصادفات معها في الماضي.

وبينما أنزل ببطئ وأنتظر ذهابها، سمعت هذه المحادثة الموجهة منها إلى الشخص الذي كان يرافقها وهما يقطعان القاعة الطويلة في مشيهما إلى شقتها، ولم أستطع رؤية أي منهما خلال تلك اللحظات (حديثها باللون الأزرق، مترجم كما أتذكره، وتعليقي بالأسود).

صوت الباب الخارجي يُفتح، ومسز كلارك تخاطب من معها:

ياله من جو رائع، لقد إستمتعنا في تلك النزهة القصيرة، ألا تعتقد ذلك؟ ..... إحذر من الباب ياعزيزي ... إبعد إصبعك عنه لإغلقه.
(لم أسمع رد ممن كان يرافقها)

وصلنا في وقت الغداء، سوف أُحضّر لك طبقك المفضل ..... ولاتنسى أن تأكله بتأني حتى تتمتع به ... لاتلتهمه بعجلة دفعة واحدة كما تفعل في العادة بعد كل جولة من المشي، فهذا مايسبب الريح عندك ... ويجعل رائحة الشقة بعدها نتنة لاتطاق .... ليتك تكف عن هذه العادة .... تحرجني دائماً مع ضيوفي بها.
(لم أسمع رد)

آآآآآه .... ماهذا؟ ..... أنظر أيها الشقي ماذا فعلت .... لقد دست على الطين .... ألم أقل لك أن تبتعد عن الطين؟ .... أنظر إلى كل هذا الوسخ على الأرض .... يالك من شقي .... سوف أعطيك وجبتك بعد أن أغسل قدمك .... لايمكن أن تدخل الصالة مع هذا الوسخ ..... إنك شقي .. شقي.
(لازلت لم أسمع رد)

عكرت مزاجي أيها الشقي بعد تلك النزهة الممتعة ..... لن أتكلم معك طوال اليوم فأنا غاضبة منك ..... لاأدري متى سوف تطيعني وتنفذ ماأقوله لك ..... لقد أتعبتني .... أتعبتني .... لاأحبك.
(لارد)

وتصل مسز كلارك إلى آخر القاعة وتبدأ بفتح باب شقتها وهي لاتزال تعاتب من معها، فأُسرع في النزول لألمح من الذي تخاطبه قبل أن يدخلا الشقة .... من؟ .. من؟ ....

مسز كلارك كانت تخاطب كلبها.

تعليقات