مقاومة سلمية

"لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين"
من اساليب المقاومة السلمية :
يعتقد ‫#‏غاندي‬ : " أن مبدأ ‫#‏اللاعنف_العنصر‬ الأساسي في السياسة والمجتمع، وذلك لأن الذين يؤمنون به يجدون من واجبهم التصدي للظلم والاستغلال أينما وجد".
اعتمد الشعب التشيلي أسلوباً سلمياً للنضال ضد سلطته المستبدة وطالبت نخبه المعارضة، الجمهور (في مواعيد إذاعة نشرة الأخبار الحكومية) بأن تصعد إلى سطوح منازلها أو الخروج للشوارع العامة والطرق على الصفائح المعدنية لإحداث ضجيج قوي في المدن لحين الانتهاء من نشرة الأخبار الحكومية كتعبير عن حالة الرفض الشعبي لنهج الاستبداد.
.
وبالرغم من محاولة سلطة الاستبداد، تغيير مواعيد نشرة الأخبار اليومية لتفريغ محتوى خطاب الاحتجاج من مضمونه، لكنها عجزت في مسعاها. وبالعكس أصبحت مظاهر الاحتجاج السلمي مرتبطة بمواعيد إذاعة نشرة الأخبار الحكومية، حيث فقدت أجهزتها القمعية صوابها بعد أن أخفقت في إيقاف مظاهر الاحتجاج المتنامية.
ومع الزمن أدى هذا الأسلوب النضالي السلمي إلى تخلي العديد من منتسبي الأجهزة القمعية عن السلطة أو إبداء التعاطف المستور مع الجمهور، تحاشياً لحالات الانتقام وما قد يطالهم مستقبلاً.
.
حصلت الهند على استقلالها السياسي من الاستعمار البريطاني من خلال اعتمادها نظرية اللاعنف في صراعها مع الجيش البريطاني، وبالرغم من أساليب القسوة والعنف المفرط وما اتبعته سلطات الاحتلال ضد الشعب الهندي لاحتواء هذا الأسلوب النضالي الجديدة لكنها فشلت واضطرت في النهاية لسحب جيوشها من الهند ومنحه الاستقلال السياسي.
.
يرى ((غاندي))" أن اللاعنف هو أعظم أسلوب اعتمده الجنس البشري، ويعتبر أقوى سلاح للتخريب ابتكرته عبقرية الإنسان ضد سلطة الاستبداد".
.
إن الأسلوب النضالي السلمي المقاوم لسلطة الاستبداد، هو بمثابة مواجهة بين الحب والكراهية. بل هو مقابلة الكراهية بالحب بغرض زراعة الحب فى من فرضته الدولة القمعية عليك كعدو من نفس المجتمع من جنود وظباط ومنحهم الأمان اللازم للانتقال من جبهة الكراهية إلى جبهة الحب.
.
إن استخدم الأجهزة القمعية، القوة والعنف ضد أبناء الوطن المسالمين لأجل الدفاع عن سلطة الاستبداد يؤشر حالة إعلان الحرب على الجمهور وتلك المؤشرات، تدفع الجمهور نحو استخدام العنف المضاد للدفاع عن النفس مما يؤدي إلى خروج الصراع السياسي عن حدودها المفترضة، وتحوله إلى صراع دم بين أبناء الوطن الواحد. والنتائج المترتبة على هكذا صراع لاتنتهي، بتحقيق أحد أطراف الصراع النصر على الطرف الأخر، وأنما يؤدي إلى تغذية نهر الدم بالمزيد من الدماء عبر روافد الثأر والانتقام!.
يعتقد ((غاندي))" إن اللاعنف قانوناً سامياً للحب، وهو ليس حب من يحبنا وأنما حب من يكرهنا".
وعموماً أن استخدام العنف والاستبداد، يعد مظهراً من المظاهر غير الإنسانية ولايمت بصلة بالتحضر والرقي لأنه فعل يميل أكثر نحو عالم التخلف والانحطاط وما طال الجنس البشري في القرون المنصرمة.
لذلك فإن الشعوب المتحضرة تتوق إلى السلام، وتنبذ أساليب العنف والإكراه لإخضاع الأخر. وتتخذ من لغة الحوار الأساس العملي لتسوية النزاعات فيما بينها، بدلاً من افتعال الحروب وما يتمخرض عنها من نتائج كارثية، يذهب ضحيتها الملايين من البشر دون الوصول إلى الحلول المناسبة والمرضية.
.
وعمدت الدول مستترة القمعية فى الغرب وبعد ما عانت من الحروب وكوارثها على إحداث آلية الحوار لأجل التوصل إلى تسوية بشأن النقاط الخلافية بين الدول وبالطرق السلمية. كما أنها أطرت الصراع الاجتماعي بعدد من القوانين والأنظمة (الديمقراطية والليبرالية) بغرض الوصول إلى حالة من الوفاق الاجتماعي بما يحقق مصالح جميع فئات المجتمع على حد سواء على الاقل شكليا وبما تنص عليه القوانين الموضوعة من اجل اضفاء هذا الزخم التحررى المجازى على المشهد العام وليحول ذلك دون اللجوء إلى استخدام أساليب العنف غير لفرض التوجهات الأحادية على بقية فئات المجتمع فى ما يروق لى ان اطلق عليه الاستبدادية الناعمة لقوى الهيمنة عبر القوانين والتشكيلات الكرتونية للحكومات الظاهرة
يرى ((غاندي))" أن الإنسان يتسم بالعنف بوصفه حيوان، وبعدم العنف بوصفه روحاً. وفي اللحظة التي تتجسد في ذاته الصفة الروحية، يمتنع عن استخدام العنف".
واعتقد إن أساليب المقاومة السلمية من (المظاهرات، والاعتصامات، والاحتجاجات، والعصيان المدني.....) أثبتت جدواها في العديد من بلدان العالم في الوقت الراهن، ولم يعد بمقدور سلطات الاستبداد استخدام العنف المفرط ضد الجمهور المسالم في ظل التوجهات الجديدة في العالم الداعية لإشاعة الأجواء الديمقراطية وفرض العقوبات الاقتصادية والسياسية على الأنظمة المستبدة وبرغم ذلك لازال العالم يتابع عن كثب مشاهد مصر مثلا دون ابداء قول رسمى منصف لما يجرى هناك ويتابع مذابح الاسد منذ اعوام دون اخذ قرار قاطع فى وجه هذا العبث وهذا مما يدلل على ان قوى الهيمنة الحقيقية من مصلحتها بقاء مثلما تلكما انظمة على رقاب الناس فى كل من مصر وسوريا
وان كان قد انصاعت العديد من الأنظمة المستبدة، للتوجهات الحقوقية الجديدة في العالم. وباشرت في تغيير نهجها الاستبدادي ضد شعوبها خشيةً من العقوبات الاقتصادية والسياسية وما يلوح بها العالم على مستواه الحقوقى ضدها.
عليه فيتوجب على نخب المعارضة في الدول المتحكمة بها أنظمة استبدادية، الاستفادة من التوجهات الدولية الجديدة. وممارسة المزيد من الضغط السلمي على أنظمتها الاستبدادية ومطالبتها، بإحداث تغيرات جوهرية في نهجها وتبني النهج الديمقراطي والتعددية الحزبية والإقرار بلائحة حقوق الإنسان للنهوض بمقومات التنمية والشروع بإعادة البناء للبنى التحتية لتسهم في تحسين المستوى المعيشي للمواطن وتؤمن له مستقبل زاهر بدئا بالمقاطعات الجزئية والوقفات الاحتجاجية ووصولا للعصيان المدنى الكامل
ولن يتم هذا الا اذا ما تدخل مثقفى تلكم البلدان المسماة بالعالم الثالث متجردين من اهوائهم ومصالحهم واحلام الرفاه من كتاب واكادميين ومتخصصين ومنظمات المجتمع المدنى وكل من لديه وطنية وقدرة على التأثير الايجابى ، عليهم ان يتدخلوا لتوعية عامة الناس فى كل اماكن تجمعهم بخطابات قصيرة بليغة ترسخ فى الاذهان يدللوا فيها على حقوق المواطنة وكيفية انتزاعها من انظمة الاستبداد سلميا والى اى مدى ووجوب القيام بالواجبات الوطنية فى المقابل وماهية دولة المواطنة المدنية على العموم وفى اطار الشرائع الربانية على الخصوص فى بلدان الاسلام المحكومة قمعيا واظن معظمها كذلك
حين نصل الى هناك سنرى الافاق قد بدت اوضح وازهى اشراقا وابعد مدى واعمق ادراكا
Wd Yoseph's photo.

تعليقات