مسار الرحلة بين السفينة و البناء



كتب على البردى من حكم الفراعنة : ذلك الذى يبحر ومعه الخديعة لن تصل سفينته الى مرفئها

ونحن نتأمل فى عام جديد هذه الحكمة
ونبحث فى شأن الخدعة المصطحبة فى مسار الانسان التى قد يمارسها كحياة يومية
الخدعة فى الاسلام محلها الحرب وضد العدو تحديدا ومن احتسب من اوليائه وجواسيسه فى الدخل بسند معلوم عنهم
لا خدعة مصطحبة فى المسار العام ولا التعاملات الاقتصادية او الاجتماعية او السياسية الداخلية او الخارجية مع الدولة المتعاهد معها

اما فى ما نراه من قوانين وضعية نرى الخداع اساس من اسس وضع القوانين
لان القوانين للاسف تضعها نخب مستفيدة منتمية لكيانات وراء الكواليس او على خشبة المسرح .. يراعون فى وضع الدساتير والقوانين المنبثقة منها او الصادرة على ضوئها وفى ظلالها مصالحهم وديمومة سيطرتهم على الاوضاع وبقائهم فى طبقاتهم ومقاماتهم واستمرار كياناتهم فى الحياة الطحلبية على اقفية العامة والجميع من الغافلين حتى وان كانوا خاصة مثقفين متربحين او خانعين او لا مبالين
لذا ننظر مرة اخرى فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة
فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها
وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروراً على من فوقهم
فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا
فإذا تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً
وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً"

الحديث له اوجه عدة لشرح الامر .. اذا كنتم اهل علم وتركتم المغرض يستغل جهل البساط فيحكمكم جميعا ويتأتى بحكمه خرق السفينة من اسفلها غرقت
واذا اخذتم على يده واوقفتموه وقاومتموه ونصحتم للعامة من البسطاء اللاهون نجت السفينة
ومن سياق اخر اذا كنتم اثرياء المجتمع وتاففتم من فقرائه ومضوا هم اثر تأففكم ومنكم التابع للصدقات والعون الى البحث عن وسائل غير مشروعة خرقوا السفينة وهلكتم جميعا

اى ان الحديث له توجهان خاص وعام الخاص عن اهل العلم والحاكم والعام عن المجتمع بطبقاته وضرورة ان يتواصل بلا حزازيات ومبغضات بينيه فما نقدم من خير فى الاول والاخير لانفسنا من حيث العمل للاخرة ومن حيث ابقاء المجتمع متزن ومكتفى بالوسائل التكاتفية والتكافلية حتى لا يلجأ للانحراف

وفصل الخطاب فى آيى الله سبحانه وقوله :

" قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون"

ان ياتى البنيان من القواعد هو انتشار الفساد فى الطبقات الفقيرة والانحلال والامراض والخ الخ من اشكال السوء العام وهو ناجم عن مكر النخب
المتمثل فى ما نرى من جشع الرأسمالية وتشكل العلماء على شكل كهنوت علمى منعزل عن قضايا المجتمع بعامته بين علماء المعامل المنهمكون فى تحقيق رغبات الرأسمالية والسلطات بالابحاث المتتالية المتزايدة بلا حتى ان يقيموا نتائجها وانعكاسها على العموم بالتلف الذى نراه فى البر والبحر بل وطبقات الارض الاعلى كالاوزون .. ومن جانب اخر علماء الدين والاجتماع والفلاسفة والهائهم الناس بالجدل البيزنطى وامرهم بالطاعة او التفلسف فى غير مجال او مقال بغرض الاضلال

والساسة المعتبرون للسياسة كفن للخداع بعينه ووعودهم الانتخابية الكاذبة او كيدهم الادنى فى الدول الشمولية وما تعيشه شعوب العالم من مآس بايديهم
وحين يكون هذكا كذلك يتهتك المجتمع وينحرف وتنقض قواعد البناء فى عامته الغالبية من اسفله
ويستغل الماكرون والنخب انهيارهم باستغلالهم من كافة الاوجه التشغيلية فى العمل او الجنس والدعارة او نشر المخدرات وبيعهم الاحلام والاواهام و و و من اشكال المكر بينهم كما نرى فى العالم الان
وينهار البناء ككل ويخر الثقف من على بالكوارث البيئية والاقتصادية والحروب الاهلية و و و و من اشكال الانهيار التى يعيشها العالم فى اركانه الاربع الان

والرحلة والسفينة والبناء ككل مرشد مسارها تماما بافضل الدساتير على الاطلاق
وهو لعمرى كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
نعم هذا الدستور وسنن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم هى القوانين المشرعة من وهج ضيائه وفى ظلال كلماته الخالدة حقا وصدقا من لدن رب العالمين والادرى بانسب واصلح ما يدير حياتهم
العالم جرب فعليا وعمليا كل نظريات العلمانية وها نحن نرى فشلها فى اسعاد الانسان ووقف صراعاته ككل مع الذات او الاخر المحيط به

والكتاب الذى لا ريب فيه يجلى المسائل بوضوح تام فان طمعنا وامتدت ايدينا الى الاكثر والاكثر اتلفنا وافسدنا فى البر والبحر بما كسبت ايدينا انه قاعدة دستورية اقتصادية وبيئية فى ان واحد
ويمضوا قول الحق ليصف لنا حال الامم اذا ما هلكت وبئرها المعطل والقصر المشيد يشرح اسباب هلاكها وهو تغليب المصالح الخاصة فى القصر المشيد على المصلحة العامة التى تتبطل وتتعطل فى ذاك البئر
ويمضى الحق ليعلمنا بدستور ثابت نافع محييى القلوب والابدان والانفس يزكيها ويربطهم جميعا بالروح التى هى امر خالقنا فينا فكنا والتى يدعوا يعقوب ابنائه ان لا ييأسوا من روح الله فيهم فيستحضروا الخير فى قلوبهم وعقولهم والرحمة والطهر والكد باجسادهم وانفسهم ويسترشدوا بروح الله قائدا ودليلا فى مسارهم ككل هى نصيحة لنا جميعا استحضرها لنا كتاب الله من قول نبى الله يعقوب لابنائه ليبين لنا ادارة الاعمال المطلقة كيف وبما على اى هدى
ويحذرنا الله من افنسنا والغل والكنز ويبشر الكانزين بمكاو من نار تحمى بهم جباههم التى قضبت عند النظر للفقراء وجنوبهم التى اققبلوا عليهم حين اتوهم وظهورهم التى ولوها اياهم حين سالوهم او ظهرت حاجتهم الملحة للعون نعم
انه كتاب الثورة على كل ما هو عكس الفضائل

وينبهنا الله فى استدلالة اقتصادية متخصصة بحذافيرية مطلقة ان لا نجعل المال دولة بين الاغنياء منا حتى لا يمضون للكنز السالف ذكره وتتهاوى طبقات المجتمع فنرى ما نراه الان من طبقة متدرجة فى الفقر وطبقة اعلى نسبة الواحد فى الالف تسيطر على موارد مسارات العالم العامة وليست سيطرة مطلقة بلا ادنى شك فنحن نشهد انهياراتهم بين حين واخر واستبدال الله لهم ثم يطول الامد على من استبدل او يحل محله الوارثون او او ويجدوا هذه القوانين التى لا تردع تدويل المال بين الاثرياء القائم وتستمر المأساة

وفى كتاب الله ذكر لكل شيئ وقوله سبحانه : "ما فرطنا في الكتاب من شيء"
تدليل واضح للمعنى ولشمول الكتاب على كل ما نحياه ووجوب اتباع دستوره ووضع قوانيننا العامة لكل البشرية على هدية ومن سنن نبيه صلى الله عليه وسلم

واخيرا اقول لى ولكم ولنا جميعا اعزائى اننا علينا ان نحقق كتاب الله سبحانه فينا ونقنن حياتنا بنهج نبيه صلى الله عليه وسلم من غور ضمائرنا الى زخم اقوالنا ونحو ذروة افعالنا مستحضرين منفيستو قرآنى للمسلم ف قوله سبحانه :
"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين * ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"
نعم هذا الذى علينا ان نكونه كى نرتقى لتحقيق دين الله فينا ونحكم شريعته التى جعل نبيه صلى الله عليه وسلم وبارك عليها بقوله سبحانه :
" ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون * إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين"
شريعة الله نحققها بالتزامنا الذاتى اولا ثم المضى قدما الى الاخر المحيط حين يثيره التزامنا الاخلاقلى والذى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمم مكارمها ويتسائل عن مسارنا وما مصدره فنمضى الدعوة البينية الانسانية ونقول اننا من المسلمين الذى توصيهم شريعتهم بهذا السلام الانسانى فى القول والعمل والعلاقة مع رب العالمين سبحانه وكيف بهذا السلام نرحل بيننا وفينا سفينتنا نحو بناء الانسان
وللحديث عن كيف نعود الى خيريتنا شجون نستكملها سويا ان مد الله فى الاجال
لكم دوما من سويداء القلب ارق التحايا واطيب الامنيات والتى تتمثل كليا فى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محبتى
ود

تعليقات