من اغتال السادات ولماذا ...


التنظيم الذى شرع فى اغتيال السادات
هو تنظيم انشئ خصيصا لهذا الهدف فقط لا غير وعبود الزمر لم يوافق على قتل السادات بل كان معترضا عليه وكان من ضمن التنظيم وها التنظيم حوله العديد من علامات الاستفهام الى الان وهو تنظيم الجهاد والذى دمج فى القاعدة قبيل حدث 11 سبتمبر المشبوه تمهيدا لان تسيطر اميريكا على معابر النفط من اسيا الوسطى وتدمر العراق بعد ذلك

وابان قتل السادات الذى تلاعب بالقوى العالمية وكون لوبيات دولية وتحرك حراك افريقى شاسع وحرر سيناء فعليا بعيدا عن كل الهرطقات بل وشكل عنصر ازعاج منذ 73 لاسرائيل ومن ورائها بل اننا ننظر لما عرضه على الدول العربية وتحديدا دول الطوق قبيل سفره الى تل ابيب ورفضهم له وان الله ابقى نفس قيادات تلكم الدول لتجلس حول مائدة مستديرة فى اوسلو ومدريد ويتلقون ربع ما عرضه عليهم السادات وهم خانعين

وواقع الامر ان تنيظم الجهاد والذى اعد استخباراتيا بفصاحة مثله كداعش واشكالهما من تنظيمات قائمة على الاساس الدينى وجذب المتدينيين من الشباب والصبيان قليلى الفطنة والذين لم يصلوا الى مرحلة الايمان على ما اظن لان قول الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن كيس فطن ولعلى لا اظلم باقى التجمعات الاسلامية الراهنة ومنهم الاخوان ان قلت انهم مسلمين نعم ولكن ليسوا مؤمنين فلم نرى فراستهم اذ اختار الرئيس مرسى فك الله اسره هذا الاسراسيسى وزيرا للدفاع ولم نرى فطنتهم وكياستهم وفراسة المؤمن فى الكثير من الممارسات

ولكن دعونا نعود لتنظيم الجهاد والذى اسسه عصام القمري وأيمن الظواهري وأبو الفرج المصري والشيخ محمد عبد السلام فرح "صاحب كتاب الفريضة الغائبة"
في عامى 1979 و 1980م اجتهد الشيخ محمد عبد السلام فرج في توحيد المجاهدين في مصر، وانضم إليه عبود وطارق الزمر، وخالد الإسلابولي، وجماعة الشيخ سالم رحال، وشق من جماعة وجه قبلي (المعروفه الآن باسم الجماعة الإسلامية وعلى رأسهم كرم زهدي وناجح إبراهيم) وقاموا باغتيال السادات عام 1981م، وبعدها دخل معظم أبناء تيار الجهاد السجن، وفي السجن عرفت قضيتهم إعلاميًا باسم "قضية الجهاد الكبرى" - وهي أكبر قضية في تاريخ القضاء المصري - وعرفوا هم بـ "تنظيم الجهاد". وبعد انتهاء التحقيق حولت النيابة المدنية "نيابة أمن الدولة" ثلاثمائة واثنين متهمًا باعتبارهم قيادات في "تنظيم الجهاد"

وبعد الانتهاء من مسرحية اغتيال السادات التى كان يدركها العميل و القائد الحقيقى للعملية المرتبط باجهزة الاستخبارات "د.أيمن الظواهرى" افرج عنه ليمضى الى الخارج برغم دوره الرئيس فى التأسيس بيد ان عبود الزمر الذى التحق فقط ولم يكن قياديا نهائيا ظل هو واخوه طارق عشرات السنين بدون افراج الى ان افرج عنهم بعد ثورة يناير وهذه احد علامات الاستفهام التى يجيب عليها ادراكنا ان ايمن الظواهرى هو العميل الاستخباراتى فى العملية والذى اوعز للشيخ عبد السلام ان يؤلف كتابه ويمضى الى تلك العملية تحديدا لتخلص القوى الدولية المعضدة لاسرائيل واسرائيل نفسها ومعهم مبارك الحليف الحلوف العنيد من السادات تحديدا وليس اى احد اخر من قيادات الدولة الذين كانوا ملء المنصة وعلى راسهم مبارك نفسه وابو غزالة والذى ظل برغم هذا الخطأ العسكرى الظاهر فى دخول ابر ضرب النار لعرض عسكرى وصرف الحرس الجمهورى من حول المنصة وووووو من الاخطاء الفنية التى تحسب على وزير الدفاع لانها كانت من اختصاص وزراته وهنا يكتمل لنا الشق الخفى من اجابات علامات الاستفهام والذى يدلل على ان اللوبى الذى كونه مبارك داخل الدولة بعون من الاستخبارات البريطانية وحلفائها فى الداخل من عسكريتارية او سياسيين نجح فى اقصاء السادات وكانوا هم انفسهم وراء اسقاط طائرة المشير احمد بدوى رحمه الله ونحتسبه عنده شهيدا والذى كان يعده السادات ليحل محل مبارك نفسه وبعض الروايات تؤكد ان السادات كان قد ادرك اطراف اللعبة ولم يكن يظن ان الخيانة ستأتيه من جهاز الاستخبارات العامة ووزير داخليته وصديقه النبوى اسماعيل والذين اكدوا له ان مسألة التهديد بالاغتيال التى حذره منها هاتفيا "ياسر عرفات" مثلما فعل «السادات» يوم أنقذ «عرفات» بإرساله إلى لبنان فى الأيام التالية للدخول العسكرى السورى إليه
وهناك رسالة شفهية أخرى، من السفير حسن أبوسعدة، سفير مصر في لندن، الذي أبلغ رقية السادات بأنه "تمت دراسة تحركات مشبوهة ومريبة من حسني مبارك وأبوغزالة لقلب نظام الحكم".

ومن ثم حدث بعدها باقل من 20 يوما حادث الاغتيال

ولما نعود لتنظيم الجهاد ما بعد اغتيال السادات نجد الاجابات عن باقى الاسئلة وعلامات الاستفهام
فقد كان مبارك حليفا حلوفا عنيدا للغرب ومائل الى اسرائيل بلا ادنى شك ولكن كان المخطط اما تقسيم مصر واما ان يحكمها صهيونى بالنيابة عن اسرائيل نفسها
ولذا فقد كان التوريث مرفوض وكان السيسى هناك يعدونه فى سراديب ليل المكائد وكان حدث الاقصر واقالة الالفى او استقالته واستبداله بالعادلى اسوء وزير داخلية شهدته مصر والذى فعليا وعمليا وحذافيريا اثار كل الشارع المصرى على مبارك ومهد لاسقاطه بالثورة التى كانت فى 25 يناير لاحقا ومن نفذوا الحدث فى الاقصر عام 1997 واعلنوا تنفيذهم له من الخارج هم تنظيم جهاد الخارج ومن قاموا به قيل عبر الاعلام انهم انتحروا جميعا او قتل منهم من قتل فى تراشق للرصاص بينهم وبين الامن ومن بقى منهم على قيد الحياة انتحر حسب الروايات الاعلامية فى ذلك الوقت !!

وبالطبع علامة الاستفهام حول الاعلام مردود عليها بان الاعلام فى العالم ككل يقع بنسبة كبيرة تمويلا وتوجيها تحت طائلة اللوبى الصهيونى العالمى والذى يقول عنه الحق سبحانه فى محكم التنزيل : "وجعلناكم أكثر نفيرا" والنفير هنا هو البوق الاعلامى العالمى الراهن والذى يوجه كل اللوم للمسلمين ويتناسى ويتغاضى فى معظمه عن افعال اليهود والصهاينة وباقى دول الاستكبار والصلف ويحاول بذلك تشكيل فكر العالم على العداء للاسلام والمسلمين ككل

والمجمل من ثرد هذا الحدث هو ان كل ما نفذه تنظيم الجهاد ابان توحده ومن بعده انشطاره لتنظيم جهاد الداخل والذى كان غالبية قادته فى السجون واستنكروا حادث الاقصر وتنظيم جهاد الخارج بقيادة العميل الاستخباراتى د.أيمن الظواهرى وصولا الحداث سبتمبر لم ينعكس ابدا على الحراك الاسلامى باى ايجابية بل على العكس بكل السلبية انعكس مثلما انطوى والدليل الاكبر انه تسبب فى اسقاط دولة اسلامية كاملة كانت تنعم بتحكيم الشرعية الا وهى افغانستان وما يجرى فيها الان من هرج ومرج وتحكم العلمانيين ونشرهم لكل اشكال الفاشحة فى ارضها بعد ان كانت ارض سلام

وعليه نصل من كل هذا الثرد الى معنى بعينه ان من اغتالوا السادات كانوا مماليك العسكر المملوكين للقوى المهيمنة عالميا وعلى راسهم مبارك وابوغزالة والذين طرحوا من المعادلة تدريجا حتى حل محلهم الان الاسراسيسى ومن على شاكلته من صهاينة

ولما نستعرض مسيرة السادات دعونا نلقى الضوء عليه منذ البداية :
تاريخ السادات تجده المناضل الثوري اللذي شارك في قتل أمين عثمان وتعامل مع النازيون ضد الانجليز وطرد من الجيش وسجن مرتين وعمل في أحقر المهن وسكن الأكواخ وتحت الكباري ... كل ذلك فداء لمصر برغم أنه كان الرجل المتزوج رب الأسرة واللذي له أطفال يخاف عليهم ... ثم تجده المؤتمن على القاء بيان الثورة وعضو الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار والمؤتمن ليكون رئيس مجلس الأمة والمؤتمن ليكون نائب جمال عبد الناصر ثم هو بعد ذلك صاحب العبور العظيم في اكتوبر والذي فقد فيه أخيه يتحدث السويركي احد اشهر الاسرى المصريين في اسرائيل واللذي فتحوا بطنه وسرقوا اعضاؤه الداخلية ... يقول السويركي انهم اثناء تعذيبه كانوا يقولون له اشياء من قبيل احنا ها نموتلكم السادات بتاعكم ده واصبر وانت تشوف ... وقد كان ... لأن اسرائيل ببساطة لم تكن تريد للسادات ان يعيش حتى ابريل 1982 ويسترد كامل ارض مصر حتى لا يسجل المزيد من الانتصارات التى تضاف الى قيمته القيادية وتحقق كامل الالتفاف الشعبى المصرى ورائه ومن اعتدل ونظر بروية من العرب على مستوى القادة او الساسة او الشعوب نفسها

وليس ما اكتبه هنا انصافا للسادات اللذي نحسبه شهيدا مات في قتال الفتنة كما قال عنه "كرم زهدي" احد من شاركوا في اغتياله وانما لندرك تماما حقيقة ما جرى ومنه نتحسب لما قد يكون
محبتى

تعليقات