عن ‫السودان‬ و ‫الحركة الإسلامية‬ و ‫إنقاذ2003‬ ... نقتطف ونتحدث


كانت جبهة وجماعة 
ثم اضحت حزبا ودولة 
فانشقت الى دولة وحزبان بلا جماعة ولا جبهة لها

ما نحن فيه الان كحركة اسلامية لا يشابه باى قدر ما كانت عليه الحركة الاسلامية فى مطلع التسعينيات من القرن المنصرم
وفى دراسات عن ما كان وما هو قائم الان نقتطف من الاقوال ونقول :
نرى انه فى تسعينات القرن المنصرم حيث كانت الحركة الإسلامية في أوج عظمتها بالله وشرعه ومنهاجه زودا وتطبيقا وانتماء وارساء تجمع بين قوة الإنقاذ التي قادتها الحركة الإسلامية في أعوامها العشر الأولى تحافظ على ألق الثورة



لكن تجيء النسخة الثانية من الحركة الاسلامية والانقاذ 2003 كما احب ان اكنيها وهذا حال والحركة الإسلامية في ظل ثورتها التي انتظرتها كثيرا
تخلى مواقع التنوير المعرفي وتتراجع عن دائرة الأثر والتأثير الفكري والثقافي كما تراجعت عن ثلث مساحة السودان في جنوبنا الحبيب.
و غاب تأثير الحركة وفاعليتها وقيادتها للفكر في الجامعات والمعاهد والثانويات بل حتى المساجد عدا المساجد التي يؤمها الملأ من الحكام في الجامعات حلت محل ذلك العمل المتميز مجهودات سياسية خاوية من الفكر خالية من الروح مصحوبة ببعض الممارسات غير الشفيفة من أجل السيطرة السياسية على بعض الأجهزة النقابية الطلابية.
تلك النشاطات المصحوبة بذهب المعز وأحيانا سوطه، تأتى لا روح فيها ولا هدى.
كذلك قد أخلت الحركة الإسلامية بعد سيطرة ما يزيد على العقدين على مقاليد السياسة والثروة والسلطة في السودان، قيادة المساجد ومنابر الفكر والدعوة والإصلاح الاجتماعي رغم أنها تمتلك كل مقدرات الدولة وإيراداتها هذا غير الشركات ذات المداخيل الكبيرة التي يضل الطريق إليها المراجع العام.
كذلك ترجلت الحركة الإسلامية عن قيادة الفكر والدعوة رغم امتلاكها لأجهزة الإعلام وبعض الفضائيات الممولة بأموال دولة الحركة الإسلامية وربما بأموال استثمارات الحركة الإسلامية رغم ذلك لم تقدم لنا إعلاما رساليا صالحا مصلحا كما هو في الفضائيات ذات الهدف والقضية ولم تقدم لنا فنا ولا مسرحا ولا سينما، كماهو شأن مؤسسات الثورة الشيعية في إيران تلك الجمهورية التي تدخل عقدها الرابع وما زالت تتقدم من نصر علمي إلى تفوق تقنى رغم الحصار العالمي المعلن المضروب عليها، مقدمة القدوة في الريادة والقيادة والشورى والديمقراطية حيث مر عليها منذ تفجرها العديد من الرؤساء الذين تم انتخابهم بصورة شفافة وديمقراطية منذ عهد الرئيس أبو الحسن بني صدر ثم الرئيس محمد على رجائي ثم الرئيس على خامينى ثم الرئيس هاشمي رفسنجانى ثم الرئيس محمد خاتمى حتى الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي تم انتخابه لدورتين كاملتين .... ولا اضرب المثل هنا بايران من باب الانتماء او الاعجاب المطلق بها ولكن من منطلق التدبر للحراك المتنوع بها وماهيته واثره واصراره على التطور وتقديم الكثير
هذا بينما قدمت ثورة الحركة الإسلامية في سوداننا الاب الوطنى الحبيب رئيسا واحدا استمر في الحكم لما يقارب ربع القرن من الزمان كسائر الرؤساء الأفارقة والملوك العرب تدور حوله ثلة من أبناء الفقراء رعاة الشاة الذين تطاولوا في البنيان فتحولوا إلى قوادين الفساد والافساد وكانزين لأموال السحت التي جمعوها عبر المخصصات العالية التي لم يشهد لها تاريخ السودان مثيلا ثم الجمع بين العديد من الوظائف وعضوية ورئاسة العديد من مجالس الإدارات فصاروا اباطرة متنعمين بعد أن كانوا فقراء مضقعين ، وكان لهذه النقلة من الفقر إلى الغنى المتصل بالسلطان والطغيان أثر كبير في إفراغ البرنامج الإسلامى وإخلاء منابر الفكر والدعوة والإرشاد في كافة ربوع المجتمع السوداني.
ومن هذا الغنى المرتبط بالفساد واستغلال النفوذ والسلطان تم إبعاد الدعاة والمصلحين والناصحين الخلص ليتم استبدالهم بالأهل والعشيرة الذين حيزت لهم عطاءات الدولة ووكالات الشركات الأجنبية المتعاملة معها، حيث احتكرت شركات الأهل والعشيرة كل عطاءات الطرق والمجارى والنفايات والبترول والجسور حتى وكالات شرائح شركات الاتصالات قد حيزت لأبناء الملأ من الحكام وإخوانهم وعشيرتهم في صورة من الفساد لم يشهد لها تاريخ السودان مثيلا..
بل حتى تأثيث مؤسسات الدولة ومصارفها المركزية وغيرها قد أسند لشركات هؤلاء ليتم صرف الملايين من الدولارات على هذا التأثيث الفاخر الفاحش في الوقت الذي كان فيه بإمكان الدولة أن تستورد هذا الأثاث من دولة المنشأ وتدخله من غير جمارك لكن تحدثني أحد طواق المراجع العام بأنهم اكتشفوا في المؤسسة السياسة المرتبطة بعزنا ودمنا وحماية أرواحنا، أن الفساد في مرفق الوقود وحده بلغ تسعة وعشرين مليار حيث أن الشخص المتعهد بتوريد البترول لهذه المؤسسة قد تحايل واستلم هذا المبلغ من دون أن يقوم بتوريد ما يقابله من البترول.. فسألتهم أين الوزير الهمام حامى أموالنا وعرضنا؟ قالوا ربما يكون في استراحة محارب.
نتيجة لذلك الفساد وغياب القدوة الصالحة في دولة المشروع المضروب تقدم التيار السلفي ليقود المساجد والمنابر والإذاعات والفضائيات في السودان فأصبح السلفيون هم قادة المجتمع الحقيقيون بينما توزع أبناء الحركة الإسلامية على العديد من الطرق الصوفية ليصبحوا تحت مرمى نيران التيار السلفي الذي يسم أرباب هذه الطرق بفساد العقيدة والشرك.
لقد توزع الحاكمون من أبناء الحركة الإسلامية وبعض قواعدها على مشايخ الطرق الصوفية، الحاكمون ينشدون المباركة والدعاء لهم بطول البقاء في السلطة وذلك بعد أن يقدموا المظاريف المليئة بعشرات بل بمئات الملايين لمشايخ تلك الطرق الذين أفسدتهم السياسة فأصبحوا هم وجيرانهم يرفدون مواكب النفاق السياسي ويحرقون بخور الانجذاب العرفانى في حضرة الوالي الذي ( يدفع) بالتي هي أحسن دفع من لا يخشى الفقر ولا الحساب ولا المحاسبة
فظهر الثراء على قادة الطرق الذين تبدلت هيئاتهم ومضيفاتهم ومركباتهم وأنواع الطعام في موائدهم فصاروا كعامة المترفين بعد أن كان يميزهم والتدين يرفعهم والصدع بالحق من شيمتهم.
وهكذا تم إخلاء المساجد ومنابر الدعوة كما تم إفساد الطرق الصوفية بإغداق المال المرتبط بتقديم الولاء والبيعة الوكس.
غابت كل مؤسسات الحركة الإسلامية الرائدة في مجال الدعوة والإصلاح الاجتماعي بل حتى الفضائية التي تساهم فيها دولة الحركة الإسلامية فلا نرى لها ( شروقا) غير شروق الحسناوات اللائي ينافسن مقدمات البرامج في فضائية الـ ( l b c ) اللبنانية وكأن الوجه المليح المبتعد عن المسحة الإفريقية يحدث جذبا وتقوية ومناصرة.
ضاع الطريق وغاب الهدف وضاعت رسالة الاعلامى الرسالة صاحب القضية ونصير الهوية فتخبط الجميع.
إرسال الإسلاميين الذين بعثوهم لأمريكا في السبعينيات والثمانينيات ليدرسوا الإعلام ولم يكن من بينهم ( الوالي) ولا نرى لهم وجودا ولا أثرا في دولة يحاصرها الإعلام المعادى من كل الجنبات والاتجاهات بعد أن حاصرها الفساد المالي وأقعدها..
بعض الفضائيات التي يتولاها بعض الإسلاميين تحولت إلى ملهاة للمديح الراقص عبر الماكياج الراقي والصوت الغنوج.. تحول هؤلاء إلى مداحين للرسول صلى الله عليه وسلم الذي مدحه القرآن وقال له: ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وقالت عنه ام المؤمنين بنت الصديق رضي الله عنهما: ( كان خلقه القرآن) وقال صلى الله عليه وسلم عن نفسه ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخرق) .. فهؤلاء قد أدمنوا المديح حتى صاروا يمدحون سوداتل .. قد تناسى هؤلاء الدراويش الجدد أن رسالة الإسلام لا تقوم على المديح وإنما تقوم على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
وأن الله عندما مدح هذه الأمة ووصفها بالخير لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. فمحاربة الفساد المالي والطغيان السياسي هي من أصول الدين لأن الحرية هي مناط العبادة ومناط التكليف.. فالفضائيات التي لا تحارب الفساد يعتبر الفساد المالي وربما غسيل الأموال هو مصدر تمويلها وإلهائها عن رسالة الإسلامية الحقة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر والصادعة بالحق في وجه الفساد والمفسدين.
الذين عاشوا في صحارى ليبيا وقدموا التضحيات النبيلة من أجل مستقبل مشرق للحركة الإسلامية تعم بركته كل المجتمع المسلم في العالم الإسلامية، هؤلاء لا تكاد تجد لهم أثرا ولاتسمع لهم ركزا وبعضهم تحولوا إلى مستشارين محنطين بالمخصصات والأسفار التي لا تنقطع، استبقوهم من أجل الحفاظ عليهم داخل قطار الدولة الذي يسير بغير هدى ولا علم ولا كتاب منير..
البعض أصبح من رعاة الإبل وباعة ألبانها والبعض الآخر اختار المعارضة وانضم لشيخ الحركة الذي أصبح تردده على السجون أشبه بتردد تلاميذه في السلطة على فنادق الغرب وموائده، فلا يخرج من السجن حتى يعود إليه رغم بلوغه سن الثمانين .
أما البعض الآخر من أبناء الحركة الإسلامية الذين تناولتهم الدراسة فهؤلاء قد حملوا السلاح ليهدموا المسجد الضرار كما زعموا، فولغوا في الدماء الطاهرة النقية البريئة التي قتلت من غير ذنب جنته.
والمقابلون لهم جيشوا القبائل وسلحوها حتى ضج العالم ومحاكمه الدولية، فأحرقت القرى في الحرب الدائرة بين إسلاميي السلطة وإسلاميي المعارضة ولأول مرة نسمع بمصطلحات جديدة في السياسة السودانية ( العرب مقابل الزرقة) ( الجنجويد بديلا للجيش).. الخ.
أما علاقة حكومة الحركة الإسلامية مع الحركة الإسلامية العالمية التي ناصرتها وهللت وكبرت لدولة الحركة الإسلامية في السودان فعنها حدث ولا حرج حيث أصبح التعامل مع الاستخبارات الأمريكية الـ ( c I a ) والتعاون بحجة محاربة الإرهاب الذي مصدره هذه الحركات الإسلامية فحدث ولا حرج وبلا اى جدوى لازال النظام موصوم بانه راع للارهاب ومطلوب القبض على الرئيس وعدد من افراد النظام بموجب امر المحكمة الدولية الجنائية 


هذا علاوة على طرد الحركات الإسلامية التي طلبت الأمان ولجأت للسودان في ظل دولة الحركة الإسلامية.
لقد أيأست دولة الحركة الإسلامية في السودان الحركات الإسلامية في العامل الإسلامى من مجرد التفكير في المطالبة بقيام دولة إسلامية لأننا لم نقدم نموذجا في القيادة الرشيدة التي تتورع عن المال العام، التي تزهد في السلطة بل حتى الحرية التي جعلت مناط الدين لم نتحها إلا لبعض الصحف التي تم شراؤها بواسطة الإعلانات ذات المداخيل العالية والتي تحرم منها كل الصحف التي لا تدخل بيت الطاعة داخل سور الحزب الحاكم وصار الرقيب يطوف ليلا بمقصه على الصحف ليقص كل مقال لا يرضى السلطة حتى صارت الطرف هي: ( أن ضابط الأمن الرقيب هو رئيس التحرير لكل الصحف السودانية) نسوا أن حرية الصحافية وحرية القضاء وحرية الرأي والتعبير هي أقوى الأدوات لتقوية السلطة وإلا سارت السلطة في ظلام الكبت ومواكب النفاق حيث يكثر الفساد والمحسوبية وتسود الشللية والقبلية. 

لقد فشل كل قادة ‫#‏الإنقاذ2003‬ في تقديم إبراء ذمة عن ممتلكاتهم وأموالهم حتى يحاسبوا عليها، حتى سخرت الصحافة منهم وكتب أحد أفرادها(أن وزراء الإنقاذ لا ذمة لهم) .. جاؤوا للوزارة فقراء من بيوت الجالوص ( اللبن) ومن بيوت الزبالة وبعضهم جاء من بيوت الشعر المترحلة لكنهم الآن قد تطالوا في البنيان المتعدد في الطوابق والمتوزع على الأحياء الراقية، فلماذا يقدمون إقرارات الذمة. كل من دخل الوزارة لا يريد أن يخرج منها وكل من أراد الاستوزار عليه أن يقدم فروض الولاء والطاعة بل ربما يصبح آلية يحركه الحزب الحاكم بل بعض الأفراد فيه حيث شاءوا .. إذا أراد أحدهم أن يصدع بالحق أو أن ينتقد الرئيس أو النائب أو المسئول تذكر أنه سيفقد المنصب والسيارة والمخصصات وربما يتم للأقاليم فتتشتت أسرته وأبناؤه الذين يدرسون في مدارس القبس وغيرها من مدارس الطبقة الصاعدة عن الإسلاميين الجدد.
لم يقدموا نموذجا في الزهد ولا في العفة والطهارة ولا في البعد عن المال العام ولا في ممارسة السياسة بعزة وشفافية حتى أدرك الغرب أنهم قابلون لتنفيذ كل ما يطلب منهم. 


واستشهد بما سطره أحد أبكار ورواد الحركة الإسلامية الذين دخلوا سجون نميرى في سبيل مبادئ الحركة ومشروعها الإسلامى الذي ظل ينتظره السودانيون والإسلاميون في العالم أجمع ذلكم هو البروفيسير الطيب زين العابدين الذي كتب العشرات من المقالات في الصحافة السودانية ناصحا ومذكرا وناقدا ومعترضا على الكثير من الممارسات .. ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى
كتب بروفيسير الطيب زين العابدين بتاريخ 18 أبريل / 2011م بصحيفة الصحافة السودانية مقالا بعنوان :
( أزمة دارفور والأفندي والديمقراطية ) نقتطف منه الآتي:
" والسؤال هو : ما الذي يعوق تبنى النظام الديمقراطي التعددى في السودان مع أن كل الأحزاب ( بما فيها المؤتمر الوطني والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني وبعض التيارات الدينية تنادى به؟
أظن أن المعوق الرئيس هو نظام الحكم القائم الذي جاء ابتداء عن طريق انقلاب عسكري على وضع ديمقراطي منتخب، وسعى جهده بعد ذلك للهيمنة على القوات النظامية والخدمة المدنية والسلطة القضائية، وللسيطرة على اقتصاد البلاد وثروتها، وعلى وسائل الإعلام ، وعلى جمعيات المجتمع المدني من اتحادات ونقابات ومنظمات جماهيرية



سيقول مؤيدو النظام إننا فتحنا الباب للتعددية السياسية وقبلنا بالانتخابات وسيلة لتولى السلطة التشريعية والتنفيذية ووضعنا دستورا يشتمل على وثيقة متميزة لحقوق الإنسان ، ويستطيع ك لمن حسنى مبارك وزين العابدين بن على وعلى عبد الله صالح أن يقول بنفس الدعوى ولكن العالم كله يعلم أن هذه الأنظمة استبدادية وشمولية حتى النخاع وليس فيها الحد الأدنى من الحريات العامة وحماية حقوق الإنسان.
والشواهد على استبدادية النظام وشموليته لا حصر لها فهو لا يسمح بمظاهرة سلمية واحدة تحتج على أي من سياساته منذ مجيئه للحكم حتى اليوم، بل يتوعد من تسول له نفسه بالخروج ضدهم أن يسحقوه في قارعة الطريق وضع قانونا لجهاز الأمن الوطني يخالف صريح الدستور الانتقالي ولم يجرؤ القضاء العاجز على الاعتراض عليه، بل هو لا يلتزم حتى بنص القانون المعيب في معاملته للمعتقلين السياسيين مثل ما حدث للشيخ الدكتور/ حسن الترابي الذي اعتقل عدة مرات دون أن يقدم مرة واحدة لمحاكمة عادلة أو غير عادلة


ناهيك عن ممارسة تعطيل الصحف أو منعها من التوزيع بعد طباعتها نكاية بالخصوم السياسيين، ومن بين المفوضيات الكثيرة التي نص عليها الدستور عطل النظام قيام مفوضية حقوق الإنسان لأنه لا يحتمل مستحقاتها..) ويستهجن د. الطيب زين العابدين تصريحات بعض صقور الحزب الحاكم المستفزة للخصوم والتي دفعت بعضهم لحمل السلاح، يقول زين العابدين : ( وما زال بعض دعاة عنف البادية في النظام يذكروننا بأنهم جاؤوا إلى الحكم بالقوة ومن يريد أن يأخذ السلطة منهم فعليه أن يستل سلاحه وينازلهم في الفضاء العريض فلديهم كتائب إستراتيجية جاهزة أعدت خصيصا لمثل هذه النوازل، وهذا غيض من فيض.
وتم في هذا العهد تدمير التعليم تماما رغم انتشار الجامعات والمدارس حيث غابت رسالة التعليم وفرضت مناهج لا تخدم إلا الماسونية . 


كما دمرت الخدمات الصحية لأن الملأ من الحكام ,أسرهم لا يتلقون العلاج إلا خارج السودان وفى أحسن الحالات في المشافى الخاصة ذات التكلفة الباهظة تلك التكلفة التي تدفع من مال المواطن التعبان لذلك فقدت مشافى الدولة ابسط مقومات الإسعافات الأولية فصار المريض يشترى الشاش بل حتى إبرة العملية والمشرط.
والان هم فى سبيلهم لبيع المستشفى العام
وكان قد تم فصل جنوب السودان في العقد الراهن عهدهم عهد انقاذ 2003 ولم نسمع أن رئيس وفد الحكومة في مشاكوس أو نيفاشا قد تقدم باستقالته لأن الوحدة الجاذبة لم تتحقق
ولأنه خدع الشعب السوداني وبدد أمواله حتى الأشهر القليلة التي سبقت الاستفتاء في سبيل وحدة كتب عليها الفشل منذ توقيع نيفاشا في العام 2005م، لكنهم لم يستقيلوا ولن يستقيلوا لأن لسان حالهم يقول : إذا فشلنا في هذه المرة فليس عندكم من هو أفضل منا فدعونا نجرب مرة أخرى؟ .. ظنوا أنهد قدر الله على عباده في السودان وما على العباد إلا أن يقبلوا بأقدار الله المكتوبة والمنزلة عليهم
فماذا بعد ونحن فى بداية العام الجديد يا قادة انقاذ 2003 ؟



ماذا بعد !!؟للانصاف دعونى اقول لكم ان الحالة الامنية افضل من بلدان كثر حولنا نعم صحيح ولكن الى متى والاسعار تحلق والانسان يسحق ، الى متى والناس تضج بالغلاء ومظاهر الفساد والتوزيع الغاشم للسلطة والثورة وكل شيئ كل كل شيئ ، الى متى والعالم من حولنا يعدو ونحن نكاد نزحف وفينا من يحلق فى اقاق التربح ، الى متى والبلد مستقطعة من اطرافها وفى جنوبها وغربها حرب اهلية ، الى متى والقيم تنهار والمروؤة التى ميزت شعبنا العظيم تتاكل رغما باسباب الافقار والتاليه الخفى للمادة والسطوة والقوة ؟
لا اريد ان اجيب تلك التساؤلات بالنيابة عن سطور الايام القادمة ... لكن دعونى ارشد المسار بالنصح
يا سادة انقاذ 2003 ليس للعون الخارجى امان وليس للخنوع نهاية وان كان الناس ركنوا لعز الدين برغم فسادكم فان فقرهم وذلهم سيقض مضاجعكم ذات يوم ولعله يكون قريبا
فعجلوا بالتوبة النصوح وتنزهوا مما اكتسبتم من موارد هذا البلد الغنى ووجهوا الانفاق الى ما ينفع الجميع وضيقوا تلك الفوارق التى شاطت بين الطبقات فى هذا البلد الذى اتسم دائما بتقاربه الطبقى على مدار عقود من قبل حتى الاستقلال بعد استثناء اهل التربح الطائفى 


عودوا اعزائى واخوانى فى الاسلام واهلى من الحركة الاسلامية السودانية ومواطنى بلدى الاب الحبيب السودان من قادة انقاذ 2003 الى الله عودوا الى الله ومحكم تنزيله وشرائعه وما كنا عليه وما طمحناه وما املناه وما بزل الكثير منا الدماء والعرق والجهد والمال والغالى وكل نفيث من اجل الوصول له
فلم يكن كل ذاك من اجل ان تتنعموا انتم بما اترفتم فيه وانما من اجل سودان يحكم برحابة الشريعة على كل مستويات حكمها للناس والارض والمستقبل
فليس الرحابة فقط فى تطبيق العقوبات ولكن فى عدالة توزيع المكافئات والدخل القومى واتاحة الفرص للجميع وبناء الوطن على ما يديم نمائه ورفاه مواطنيه
تلك العدالة التى كنا ننشدها مشوبة بالاحسان
فهلا عدتم ام ان الامر اختلط عليكم الى حدود الابهام ؟
فلعمرى لكل ايام مقال وحدث ولكل مآل روايات وقصاص و قصص


وختاما اسأل الله ان يحفظ سوداننا الاب ارضا وشعبا ومستقبلا من شرور ما يكاد له بعلم خاسئ او بغفلة لاه
ولا حول ولا قوة الا بالله
‫‏آمين‬
محبتى‬

تعليقات