ثلاثة خواطر عن الكهف


1 - فاردت ان اعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا
هنا نجد امر بشرى تام عبر الاستعلام والاستدراك والتنفيذ الغامض للانقاذ
اى ان الرجل الصالح عرف مسبقا بنفسه ان فى منطقة البحر تلك هناك ملك يبحر بجنده ويصادر السفن وعرف ان ملاك تلك السفينة بسطاء لا يملكون شيئا الا سفينتهم تلك فاعطبها عطب قابل للاصلاح خيرا من مصادرتها وامتناع دخلها الذى يجنون عنهم بالكلية
وهذا يجوز للعامة ان يقومون به اذا ما تيقنوا من الاستعلام وتحسبوا لنتائجة كمثل ذلك للنفع
.......................... والله اعلى واعلم ومن وراء القصد................................
2 - واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فاردنا ان يبدلهما ربهما خير منه زكاة واقرب رحما
هنا العمل ينسب لمثنى وهما الرجل الصالح وملك الموت وذلك لان لا قتل يحق بدون حضور ملك الموت وهذا ما يفسر لنا ان الرجل الصالح يصل الى مرحلة نبوية لان الانبياء هم من لهم تواصل مع الملائكة وان امر اصدرا الحكم بالقتل لا يكن الا بسلطان والسلطان الذى يحل محل ملك الموت فى القصة هو الشرع وما ينبغى فيه القصاص من احكامه بالقتل بانواعه المعروفة فى الشريعة الاسلامية
وهذا لا يجوز الا للحكام بالشريعة وهى سلطانهم الحق ان اتبعوها برحابة ولكن ينتقص عنهم فى الامر انهم غير مخوليين بالاعدام لمن يظنون انه سيضحى مجرما كمثل ما فى القصة وانما مخولون ان يحكموا سلطان القصاص بشكل مقارب فى من ثبت عليه جرم يستدعى ذلك ولم يكن مستحق للرحابة الاسلامية بالعفو والاولى القصاص والذى فيه حياة كما نصح الله فى محكم تنزيله
.......................... والله اعلى واعلم ومن وراء القصد................................
3 - واما الجدار فكان لغلامين فى المدينة تحته كنز لهما وكان ابوهما صالحا فاراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن امرى
هنا نستدرك ان العبد الصالح المذكور فى الايات رسولا ايضا فوق كونه نبيا وهو من رسل التنفيذ المبهم للناس عن الالطاف فى الاقدار الربانية كامثال اخرى فى الحياة نراها ونتعجب مثال فى يوم الاحد 22 رجب 1423 هـ الموافق 29 سبتمبر 2002 غرقت سفينة نهرية فى منطقة مقرن النيلين فى الخرطوم كان عليها مجموعة من الاطباء والتمريضيين والفنيين من مستشفى الخرطوم العام كانوا خرجوا فى رحلة لطاقم العمل ولندرك هنا الحكمة اللطفية من الامر علينا بادئ ذى بدء ان نستدرك ان لكل اجل كتاب .. فتخيلوا معى عزيزى عزيزتى لو ان هؤلاء الذى كتب لهم جميعا فى اللوح ان يموتوا فى نفس اليوم وماتوا فى المستشفى متساقطين فى يوم العمل فى آن واحد ... انظروا لهذا المشهد وتخيلوه 16 طبيبا وكدر مهنى من مركز الكلى بما فيهم مدير المركز نفسه يسقطون متوفين فى وقت واحد فى المركز مثلا اثناء العمل والناس فى زهول الم يكن ليجن الكثير من زملائهم ومرضاهم المداومين !؟ الم يكن اللوث اصاب عقول كل من حضروا المشهد ولعلهم يتدافعون مهرولين فيصاب من يصاب ويتلف ما يتلف ويحدث ازى اكبر جسامة !؟ هنا نلمس الطاف الله فى تهيئة الحدث فى مكان الغرق على نحو تقبله العقول عوضا عن ان تنهار من حدوثه فى مكان اخر ولذا فرسالة النبى الرسول الصالح كان من منفذى لطف اقدار الله المسملى لنفسه فى كتابه العزيز وهو اللطيف الخبير اى لطيف بالناس ومخلوقاته الذى هو سبحانه الخبير المطلق بهم وبعقولهم ونفوسهم
........................ والله اعلى واعلم ومن وراء القصد.................................
نسأله ان ينفعنا بما علمنا ويحتسب لنا جميعا اجر صحيح ما اجتهدنا ويغفر لنا الخطايا ككل وهو العزيز الحكيم
‫#‏آمين‬
هامش :
ونترحم على فقداء الطب فى ذلك اليوم الذى ذكرته انفا وكل الضحايا الذين تعددوا وتفاصيل اليوم كانت ان تحولت العاصمة السودانية "الخرطوم" بمعتمدياتها الثلاث الخرطوم بحرى امدرمان ، تحولت لسرادق عزاء كبير، 100 قتيل وجريح حصيلة عاصفة الخرطوم الرعدية
ففى يوم الاحد 22 رجب 1423 هـ الموافق 29 سبتمبر 2002 تحولت العاصمة السودانية الخرطوم الليلة قبل الماضية إلى سرادق عزاء كبير وانتصبت خيم العزاء في معظم ارجائها لتأبين عشرات الضحايا لأعنف عاصفة هوائية مصحوبة بالامطار في تاريخها الحديث ادت إلى سقوط ما لا يقل عن 100 شخص بين قتيل وجريح إلى جانب اقتلاع عدد كبير من الاشجار وسقوط ابراج الكهرباء وانهيار اسقف المنازل. وعاشت العاصمة ليلة من الظلام الدامس حيث انقطع التيار الكهربائي عن معظم احيائها فيما قضت عشرات الاسر الليل في العويل والبكاء على قتلاها. وقضى معظم الضحايا في حادثتين هما الاكبر كنتاج للعاصفة. ففي الحادثة الاولى غرقت باخرة نيلية كانت بداخلها اسرة مركز غسيل الكلى بالخرطوم في رحلة احتفالية بمناسبة زواج احد الاطباء العاملين بالمركز راح ضحيتها 16 مواطناً معظمهم من الاطباء اخصائيي الكلى في مقدمتهم مديرة مستشفى الكلى التخصصي بروفيسر سلمى محمد سليمان وابنتها الطالبة في السنة الخامسة بكلية الطب جامعة الخرطوم داليا حاتم اضافة الى د. يوسف عبدالرحيم ود. وليم عازر ود. آمنة هائم احمد ود. عصام الدين وتوفيت في الحادث العروس المحتفى بها جيهان قاسم بينما نجا زوجها الرشيد وتوفى من اسر الاطباء كل من لليان دوفائيل وحسب الرسول محمد وميرغني قاسم حسن وامل عابدين ونايلة مكين والزاكي احمد ولا يزال خمسة مواطنين في عداد المفقودين بينما نجا من الحادث عن طريق السباحة د. الرشيد مختار، د. عثمان احمد، لؤي فيصل، الطيب حسن، ربا فيصل، نانسي زوجة وليام عازر وطفلها، رانيا يوسف واحمد يوسف. وكانت الباخرة النيلية التابعة لاحدى المطاعم السياحية قد تحركت إلى داخل النيل في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءاً اي قبيل قيام العاصفة بدقائق معدودة حيث حاول ملاحو الباخرة الرسو بها في جزيرة صغيرة تقع تحت كبري ام درمان القديم تسمى جزيرة «ود مكين» غير ان العاصفة الشديدة التي لم تستمر لأكثر من خمس دقائق فقط ادت إلى انقلاب الباخرة التي كانت تقل 23 شخصاً. تمكن بعض الركاب اضافة إلى طاقم الملاحة من النجاة. وتزامنت حادثة غرق الباخرة مع ارتجاج احدى العاب منتزه المقرن العائلي «الساقية» وسقوط من كانوا على متنها خصوصاً من الأطفال حيث توفي 17 شخصاً وهم غادة فضل الله فرج الله، رفا فتح الرحمن محمد «10 سنوات» وداد محمد الحسن عبدالقادر، موزة فتح الرحمن محمد، محمد نور الدائم حسن، ماجدة عبدالله احمد، صالحة مصطفى الجاك، شموم عبدالرحمن عمر، علي خليفة الطيب، عزيزة سعيد محمد نور، عادل حسن دياب، أميرة الشيخ، سامية هجو، عبدالرحمن مصطفى، سجود عبدالرحمن «7 سنوات»، مأمون عمر محمد نوين مهندس بالشركة السودانية للاتصالات، او اب مأمون ماسون عمر محمد «4 سنوات». وذكر شهود عيان من الناجين في حادث المنتزه، من بين الموتى خمسة افراد من منطقة العيلفون و4 ازواج فيهما اثنان حضرا قبل يومين فقط من مدينة ابوظبي بالامارات العربية المتحدة. ومن بين المصابين اخلاص ابراهيم «مدينة ام بده» لمياء بابكر «مدني»، عصام عبدالقادر «اركويت»، ايوب حاتم، حنان ادريس، وفاء الفاتح، عبدالرحمن مصطفى، ناجي عبدالعزيز، الجيلي محمد، احمد حمدي محمد، هاجر محمد نور الدائم، وعبدالرحمن الحسن دياب، سجود عبدالرحمن. فيما اصيب ما لا يقل عن 70 شخصاً بجروح متفاوتة في الحادثتين وحوادث سير اخرى نتجت عن العواصف الهوجاء التي ادت أيضاً إلى سقوط برج الارسال الرئيسي بالتلفزيون القومي بأم درمان غير انه لم يصب احد بأذى جراء سقوط البرج الذي يبلغ وزنه وفقاً لتقديرات اختصاصيين نحو 100 طن من الحديد الصلب. وقال اللواء سيد الحسين عبدالكريم الناطق الرسمي باسم الشرطة لـ «البيان» ان بلاغات فتحت بالحادثتين وان التحري لا يزال حولهما مستمراً مؤكداً ان عدد الوفيات المسجلة بلغ حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية 30 حالة. وقال الحسين انه في حوالي الخامسة والنصف هبت عاصفة رعدية عنيفة ادت إلى انهيارات في عدد من المنازل واقتلاع اعداد من الاشجار الضخمة اضافة إلى اختلال لعبة الساقية بمنتزه المقرن وغرق العبارة النيلية الفلك وخف الى موقع الحادثة عدد من كبار المسئولين من وزارة الداخلية ولاية الخرطوم وظلت عمليات الانقاذ مستمرة حتى الساعات الاولى من صباح أمس. من جانبه قال مصدر مسئول بإدارة الارصاد الجوية في تصريح لـ «البيان» ان العاصفة التي تسببت في كارثة الخرطوم امس الاول تعود للسحب الرعدية التي ظهرت يومها في مناطق متعددة من الخرطوم والتي تتميز بالتيارات الهابطة والصاعدة، واضاف ان هذه التيارات تكون قوية وتصحبها دائماً رياح قوية وامطار. مشيراً إلى ان سرعة هذه الرياح تراوحت ما بين «45 ـ 50» عقدة في الساعة اي ان سرعة الرياح كانت اكثر من 90 كم في الساعة، وهذا يفسر لنا الخسائر التي تمثلت في اقتلاع الاشجار والاتربة التي ادت بدورها إلى انقلاب العبارة. وقد كان من الملاحظ لسكان العاصمة القومية ان هذه الدوامة الرعدية انحصرت في دائرة محدودة مركزها التقاء النيلين عند المقرن بين ام درمان والخرطوم في حين لم يتعد قطرها منطقة كازينو المقرن العائلي ومنطقة المطاعم والكافيتريات السياحية على ساحل النيل المجاور للمقرن وبساحل النيل الشرقي بأم درمان حيث مباني التلفزيون والاذاعة والجروف الزراعية الخالية من السكان وجامعة القرآن الكريم ومبنى البرلمان. وقد زاد من عدد ضحايا هذه الزوبعة الرعدية ان صادفت الوقت النموذجي من حيث اليوم والساعة لاكتظاظ هذه المواقع بالمواطنين اذ كانت العاصفة الرعدية في حوالي الساعة الخامسة من مساء الجمعة الذي يمثل يوم العطلة الامثل للرحلات النيلية وساعة الذروة بالنسبة لكازينو المقرن العائلي التي يؤمه اعداد غفيرة من الأسر والأطفال وتقام بداخله يوم الجمعة الاحتفالات الخاصة بالزيجات الحديثة والمناسبات الاجتماعية غلبة من سكان المناطق الريفية القريبة من العاصمة وكذلك المناطق الطرفية. وفي الخرطوم حظى الحادثان باهتمام ومتابعة لصيقة منذ الدقائق الأولى حيث انتشر الخبر مع اختلاف في التفاصيل والمعلومات وزاد من الاسى ان غرق المركب يمثل هزة قوية لتطبيب مرضى الكلى بالسودان الذي يعاني من اختناق وتزايد ملحوظ لمرضى الفشل الكلوي حيث ابتلع النهر نخبة من اطباء الكلى على رأسهم د. سلمى التي تعد المرجعية الأساسية لهذا التخصص في السودان. وقد عمت العاصمة يوم أمس ومساء امس الأول موجة من الهلع والحزن العميق من ابناء الوفيات والاصابات لضحايا القارب السياحي وساقية الالعاب بالمقرن وانتشرت جموع المواطنين في مقاطعات الطرق للوفاء بواجب العزاء بين السرادقات في مختلف مناطق واحياء العاصمة القومية بين الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري وشرق النيل

تعليقات