يحدث فى مصر

يهود هذا الزمان قد بلغوا *** غاية آمالهم وقد ملكوا
العز فيهــم والمال عندهــم *** ومنهم المستشار والملك
يا أهل مصر قد نصحت لكم *** تهودوا قد تهود الفلك
هل التاريخ يعيد نفسه ؟
تقول المؤرخات ان الدولة الفاطمية قامت في إفريقية سنة 298هـ
بزعامة عبيد الله المهدي مدعيا أنه صاحب الحق في الخلافة وأنه حفيد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق
وقد مهد لقيامها داعية إسماعيلي يدعى أبو عبد الله الشيعي وحشد لنصرتها قبيلة (كتامة), وعرفت بالدولة العبيدية.
ولما رسخت قواعدها قضت على دولة الأغالبة في القيروان ثم قضت على دولة الإخشيد
في مصر, وبنت فيها مدينة القاهرة بيد جوهر الصقلى والتى تؤكد المصادر التاريخية انه كان نصرانيا ثم انتقلت إليها في عهد المعز لدين الله ودعيت بالدولة الفاطمية.
ولم يستطع الخليفة العباسي المقتدر بالله أن يدفع قيامها وكل ما فعله أنه أصدر منشورا بالطعن
في نسب المهدي, وقعه وجهاء الهاشميين بما فيهم العلويون
ومهما قيل في نسب الفاطميين فقد استطاعوا أن يحيوا مجدا وأن يبنوا نهضة وأن يرفعوا منارا.
غير أن هذا الوضع لم يلبث غير زمن قصير, ثم حدثت بها أحداث سياسية واقتصادية
واجتماعية جعلت من الناس وهم عماد اى حكم يتخلوا عنهم ويخملون عن نصرتهم فتراخت فيها قوتها وانتهت إلى الزوال. وقد بدأ هذا التراخي في عهد الحاكم بأمر الله
لسوء تصرفاته وتسببه فى قيام الحروب الصليبية وتوالى هزائمه امامهم حتى احتلالهم للقدس, وازداد الضعف والتراخي في عهد المستنصر بالله الفاطمي, فقد ولد من جارية تربت في بيت يهودي يدعى أبا سعيد التستري وتولت أمه تدبير أمور الدولة واستوزرت وزراء
يهود, منهم صدقة بن يوسف الفلاحي وأبو سعيد التستري, وقد أسند هؤلاء مناصب الدولة إلى
أبناء جلدتهم من اليهود, فاضطهدوا المسلمين, وقد عبر الشاعر/ ابن البواب عن ذلك بقوله:
يهـود هـذا الزمان قــد بلغـوا
غايـة آمـالهم وقــد ملكــوا
العـز فيهــم والمـال عنـدهم
ومنهــم المستشــار والملـك
يا أهل مصـر قـد نصحـت لكم
تهــــودوا, قد تهود الفلك
الذى نشرتها فى بداية المقال، والمجمل ها نحن ذا نرى عودة الفاطميين الى مصر بثوب جديد بعد ان اخترقوا اهم مؤسساتها فى عهد الباطنى ابو الفساد مبارك
وهذا الفلك الذى حبلت نساء صهاينة مصر به قد تجلى وبدأ فى المضى بنفس مسار الفاطميين وكان هؤلاء يظهرون التشيع لآل البيت ليستروا دعوتهم الإلحادية والإباحية والتى نرى مثيلاتها فى مصر الان عمليا بالحرب على الاسلام والتضيق على مؤسساته الخيرية ومنح رتبة الام المثالية للراقصات وتكريمهن وتبرئة الداعرات والحكم المغلظ على منتسبى التيار الاسلام
وهو نفس مسار الفاطميين ..الذين كانوا قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وسفكوا الدماء بل وصل الأمر إلى الحاكم بأمر الله الفاطمي إلى تأييد ورعاية ما قام به حمزة بن علي الزوزني من دعوته الإباحية والإلحادية، وإعدام كل من قبض عليه من المسلمين ممن قاتل أصحاب هذه الدعوة
وهناك العديد من أوجه الشبه بين مسالك الدولة الفاطمية، وهذا الانقلاب الاسراسيسى الصهيونى، مما يدعم بلا ريب القول بنسبه اليهودي، ومنها الكذب، الخداع، الغنى الفاحش لأصحاب الملـك، الإعدامات والقتل، المرونة أو المناورة، وكان المؤرخون يسمون ذلك بالتناقض
ويوم يجد الجد، وتنقشع الغشاوة عن العيون، سيتوارى لا محالة ذلك «الفلَك المتهوِّد» الذي تراءى لابن البواب، ويبقى على الدوام ذلك الفلَك الدوَّار الذي قال فيه حكيم المعرة:
تَقِفون والفَلَك المحرك دائر
وتُقدِّرون فتضحك الأقدارُ

تحيا مصر بلا انقلاب الاسراسيسى 

تعليقات