افيقوا يا ايها الحالمون فوق التراب

يا معشر الحالمين
المؤسسات والهيئات الدولية المشكلة لادوات المجتمع الدولى او الأإسرة الدولية حسب المسمى المتداول ، لا تعمل الا لصالح اقرار النظام العالمى الجديد "New World Order" ، بنظريات مقره من قوى العالم المتعارف عليها والخفية
النظام العالمى الجديد يستهدف ويضحض كل ما يخالفه ، وبالطبع على رأس النظريات التحاكمية للانسانية التى تخالفه النظام الاسلامى ، وهو البديل المجرب سابقا وناجح فعليا لاى تنظير ، فشل فعليا على مدار سنوات التجريب والتخريب التى مرت بها الانسانية مذ الثورة الصناعية الكبرى فى اوروبا ، وما تلاها من تمدد وتجسيد للشكل الراهن خطوة تلو خطوة

بعيدا عن اى ارهاصات عن كيف كان هذا او تم ، وكيف كان الاستعمار وتمدداته وترسيخه للكولونية فى من اضحوا لاحقا رواد الحراك السياسى والثقافى والاجتماعى فى باقى بلدان العالم ، واثر ذلك على بقاء معظم تلك الدول فى مصاف الدول النامية والعالم الثالث ، وذلك لان التوجيه كان محدد المسار ان يبقى التابع تابع لمن كان مستعمره ، وهذا ما نعيشه الان مع اختلاف سيطرة القوى الاستعمارية على المستوى القيادى ، فبعد ان كانت فرنسا وانجلترا تقودا هذا المسار ، انتقلنا منهما الى معسكرين شيوعى-اشتراكى ويقابله رأسمالى-ليبرالى
ومن ثم سقطت الشيوعية الاشرتاكية ، وساد العالم النظام الاحادى بالوجه الرأسمالى باجشع صوره ومعه الليبرالية بافحش قسماتها
وبقى عالمنا الاسلامى والعربى بيد القيادات الغير وطنية فى معظمها ، يتأرجحون بنا بين القوى ككل تارة تلو تارة ، بلا تقدم يتناسب ومقدرات بلادنا ولا تاريخها وقواها الانسانية ، بل على العكس طرد العلماء طرد مقنن من بلادنا نحو الغرب ، ليسهموا فى بناء بلدان الغرب ، وبقى هنا المتسلقون فى معية الطغاة ، ليحلوا محلهم بعد فترات وتغيرات ، مثل ما نرى كل يوم على مدار تاريخ حياتنا فى هذه الرقعة المسماة بالشرق الاوسط ، وكذلك فى مثيلاتها فى من يسمون مثلنا ، او يصح ان نقول ينتمون مثلنا لما عرف بالعالم الثالث الهابط دائما
هناك حالات من حولنا ومن نفس المقامات والمراتب غيرت ، ولما غيرت غيرت بارتباطها وثيقاً بصحيح الدين واصوليته الرحبة الفطنة ، وهما ماليزيا وتركيا ولعلى اذكر هنا ان باكستان-ضياء الحق قدرت على ان تنتقل ايضا لهذه النقلة ، وبداية مشروعها النووى وصناعاتها الثقيلة بدأت فى عهد ذلك الرجل ، الذى حفظ فعليا مقام متقدما لباكستان برغم انه كما نعلم اتى بانقلاب ، ولكنه بحق كان اسلاميا وطنيا احترم معطيات وطنة وشعبه ومضى بهما الى الامام ، وتفجير طائرته ان كان يتشكك الى حد اليقين ان من كان ورائه الاتحاد السوفيتى سابقا ، الا ان اميريكا لها يد لان ما بعد ضياء توالت على باكستان سنوات من الفوضى ، اتزنت نسبيا ولبعض الشيئ ولكن بعماله ظاهرة تماما وجلية ابان حكم برارفيز مشرف
وها هى باسكتان ترتع فى الفوضى من جديد وباتزان الجنرالات وبعض الساسة المحترمون
وفى المجمل تلك التجارب تؤكد لنا اننا ليس من الضرورى ان نتخلى كل التخلى عن افاق هويتنا كى نتقدم او نذدهر وسبق ان اذدهرنا وكونا احد اعظم الحضارات ان لم يكن اعظمها على الاطلاق بتمسكنا بصحيح الهوية فى بداية البناء فى دولة المدينة التى اقرت الجمع للناس فى برلمان المسلمين الجامع واقرت التكافل الاجتماعى فى التأخ بين المهاجرين المعوذين والانصار القادرين والتى اقرت ايضا دولة المواطنة فى معاهدة اليهود فى المدينة
وكانت لبنة للتعايش السلمى المتعدد العراق والعقائد حتى وفرض للواجبات والحقوق للمواطن هناك والى الابد
فالدولة الاسلامية المبتدئة بدولة المدينة النبوية اقرت بالاخوة الروحانية بين المسلمين لكنها لم تترك غير المسلمين وتحتسبهم آغيار مثلا كلا بل وإن لم نرتبط معهم بهذا الرباط فقد سالمتهم ما سالموها، وامرنا ان نحب لهم الخير ما كفوا عدوانهم عنا، ونعتقد أن بيننا وبينهم رابطة الدعوة، علينا أن ندعوهم إلى ما نحن عليه لأنه خير الإنسانية كلها ليس بتسفيه احلامهم او دينهم او سبهم وانما بالحكمة والموعظة الحسنة والقدوة العملية الناجمة عنهما وكذلك انتشر الاسلام وليس بالابادات الجماعية التى انتشرت بها الحضارة الغربية كما رأينا ، وامرنا فى الاسلام ببر الاخر وادراك انسانيته فى قول الحق : " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديـاركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين* إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم"الممتحنة
لذا فقاعدة العولمة السليمة معنا نحن كمسلمين منذ بداية الحضارة الاسلامية
اما ما يجرى الان وما يسمى بالنظام العالمى الجديد الذى اعلنه بوش الابفى اوائل التسعينيات من القرن الماضى بعد مؤامرة الكويت الشهيرة واسقاط الاتحاد السوفيتى على يد عميلهم جورباتشوف فإنه في الحقيقةنظام استبدادى ، يمثل الطور المشوه الاخير للنظام الاستعماري الغربي ، ويمارس الهيمنة والاستغلال ضد أمم وحضارات العالم الثالث ، وفي مقدمتها الأمة الإسلامية ، ويمضى الى محو هوية الجميع مقابل قواعد اللعبة ، التى يضعها من ورائه "حكومات العالم الخفية -قوى الشر" كى يتربحوا منها على حساب الجميع
فمتى نفيق !؟
محبتى

تعليقات