الازمة الكردية ومآلاتها

فى البداية تعالوا نتعرف على الاكراد



من هم الاكراد؟


هم شعوب تعيش في غرب آسيا شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس في المنطقة التي يسميها الأكراد كردستان الكبرى، وهي اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا. يعتبر الكُرد كعرقٍ جزءًا من العرقيات الإيرانية. يتواجد الأكراد - بالإضافة إلى هذه المناطق - بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان. يعتبر الأكراد إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وحتى مستقبلهم السياسي. وقد ازداد هذا الجدل التاريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على واقع الأكراد في العراق عقب حرب الخليج الثانية، وتشكيل الولايات المتحدة لمنطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشأة كيان إقليم كردستان في شمال العراق.
ينقسم الأكراد إلى أربعة مجموعات ( الكرمانجي، والكلهود، والكوران، واللور ) وكل مجموعة لها لغة خاصة بها.
مصطلح الأكراد تاريخيا كان يطلق على جميع البدو الرحل والقبائل البدوية في إيران على اختلاف اعراقهم ولغاتهم بما في ذلك البلوش والفرس واللور

                                                     




اصل الأكراد:
بعض المؤلفات تعرف الكرد على أنهم "بدو الفرس"، كما أورد الطبري وابن خلدون في المقدمة.
الأكراد في الأصل من العرب، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد البر في كتابه «القصد والأمم» أن «الأكراد من نسل عمرو مزيقيا بن عامر بن ماء السماء وأنهم وقعوا إلى أرض العجم فتناسلوا بها وكثر ولدهم فسموا الأكراد».وقد قال الشاعر في هذا:

             ولا تحسب الأكراد أبناء فارس *** ولكنهم أبناء عمرو ابن عامر


يقول محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" أن هناك طبقتان من الكرد، الطبقة الأولى، ويرى انها كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ ويسميها "شعوب جبال زاكروس"، ويقول بأن شعوب لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري (أو حوري)، نايري، هي الأصل القديم جداً للشعب الكردي. والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو-أوروبية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد،وهم الميديون والكاردوخيون، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلا معاً الأمة الكردية.
ذكر المؤرخ اليوناني زينفون (427 - 355) قبل الميلاد في كتاباته شعباً وصفهم "بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية"، وأطلق عليهم تسمية كاردوخ التي تتكون من كارد مع لاحقة الجمع اليونانية القديمة "وخ"، وهم الذين هاجموا الجيش اليوناني أثناء عبوره للمنطقة عام 400 قبل الميلاد، وكانت تلك المنطقة استناداً لزينفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق تركيا
ولكن بعض المؤرخين (مثل محمد أمين زكي) يعتبرون الكوردوخيين شعوباً هندو-أوروبية انضمت لاحقاً إلى الشعب الكردي الذي يرجع جذوره إلى شعوب جبال زاكروس التي هي ليست هندو-أوروبية.
كما أن في كتاب قصص الأنبياء أن الأكراد هم من أصول (آرية) أي أبناء 'آري' ابن نوح.
من ناحية علم الأنثروبولوجيا التقليدية يرى العلماء أن الأكراد بغالبيتهم العظمى ينتمون إلى عنصر الأرمنويد


  •                                                                                    



    من التعايش الى الازمات :
    لم تظهر المشكلة الكردية والنزعة القومية والرغبة في الانفصال إلا بعد الاحتلال البريطاني في بدايات القرن العشرين، حين أحيا الإنجليز التعصب العرقي، كما فعلوا في كل الأراضي التي احتلوها، فلم تكن هناك مشكلة كردية حتى نهاية الحكم العثماني، ولم يشهد التاريخ أي نزاع بين الكرد والخلافة، بل كان الأكراد جزءًا أصيلاً من الدولة الإسلامية، وكانوا جنودها الذين يدافعون عنها وظهر منهم زعماء قادوا حركة الأمة وصراعاتها عبر تاريخها في مواجهة المستعمرين.

    ومن أبلغ الأدلة على التماسك الإسلامي الذي ذابت فيه الأعراق والقوميات أن مؤسس الحركة الإسلامية التركية بعد هدم الخلافة هو الشيخ سعيد النورسي وهو رجل دين كردي، التف حوله الأتراك للحفاظ على دينهم أمام حملة التغريب التي قام بها مصطفى كمال أتاتورك، وكانت رسائل النور التي يكتبها النورسي داخل السجن، ويتم تهريبها يتلقفها الأتراك ويقومون بإعادة نسخها يدويًّا، ونشرها في كل أنحاء تركيا.

    كانت التحركات الكردية المسلحة تحت رايات إسلامية؛ حيث كان قادة الكرد يعتزون بالرابطة الإسلامية، حتى تلك التي ظهرت في بدايات القرن التاسع عشر لإصلاح الخلافة كانت بدوافع إسلامية وليست قومية، وظلت قيادة الأكراد وزعماء حركات الاستقلال والسعي لإقامة كردستان الكبرى إسلامية حتى الحرب العالمية الثانية منتصف القرن العشرين.

    لكن الأمور أخذت منحى آخر، بعد أن نجح الاستعمار في صناعة نخبة جديدة علمانية متشبعة بالتعصب القومي، وبعد أن لعب دوره في إزاحة علماء الدين عن القيادة، حتى أصبحت الأحزاب العلمانية واليسارية والشيوعية هي من يقود حركة المطالبة بالانفصال في المناطق الكردية، واستمر دعم القوى الدولية -على اختلاف مشاربها- قيادة اليساريين والعلمانيين لعزل الدين كمكون رئيس في الشخصية الكردية وكمحرك للقضية الكردية التي تحولت إلى التقسيم بدلاً من إصلاح أحوال الأمة، والسعي إلى إعادة توحيدها، مثلها مثل بقية النخب التي تحكمت في حركة الدول الأخرى التي قسمت الأمة، وصارت تدافع عن مصالح بقائها لا مصالح الشعوب.

    لقد نجحت المخططات الدولية في إنهاك الأكراد، وإضعافهم، والسيطرة عليهم من خلال النخبة التي تم صنعها لتختطف القضية الكردية من واقعها الإسلامي إلى ما وصلنا إليه الآن من تحالف قيادات الكرد مع الحلف الأمريكي الإسرائيلي، لكن هذا التغير لم يحدث فجأة، وإنما عبر مراحل تاريخية تلاعب فيها الغرب بالقضية الكردية حتى أوصل القيادات المتأخرة إلى الوقوع في الفخ الصهيوني، والتحالف مع اليهود؛ لإقامة دولة على أنقاض عدة دول، أو للدوران في الدورة الجهنمية للتقسيم والتفتيت.

                                                           

  • الغرب والكرد :

    التجربة التاريخية تؤكد أن الدول الغربية تتلاعب بالأكراد وأحلامهم في إقامة كردستان الكبرى المستقلة، وثبت خلال قرنين من الثورات والانتفاضات الكردية أن هناك «فيتو» غربيًّا ضد إقامة دولة موحدة للأكراد على حساب التقسيم الذي تم إعلانه في سايكس بيكو 1916م عقب الحرب العالمية الأولى. وإن هدف إجهاض تلك الأحلام "التفكيكية" لا يخرج عن إطار الدفع بهم طوال الوقت للصدام مع الدول القائمة لإضعافها.

                                           

    ورغم التغيرات التي صاحبت الحرب العالمية الثانية؛ فإن الموقف الغربي من الأكراد وقضيتهم لم يتغير، وكان الثابت في كل المراحل هو حفاظ الغرب على حدود الدول القُطرية التي تم تأسيسها في تركيا وإيران والعراق، واعتبارها حائط الصد أمام الطموحات الروسية في الوصول إلى المياه الدافئة في منطقة الخليج والسواحل التركية.

                                          

    هناك بُعد عقدي لا يمكن إغفاله في محددات استراتيجيات الدول الغربية، وهو أن الأكراد مسلمون سُنة، وجدهم صلاح الدين الأيوبي الذي أذاق الصليبيين الهزائم، وطردهم من بيت المقدس، فهذا الشعب المتمسك بدينه وقياداته التاريخية الإسلامية جعل دول الغرب تقف في الخندق الكاره لهم، والرافض لحصولهم على الاستقلال مهما قدموا من تنازلات، ومهما عرضوا من استعداد للدخول في بيت الطاعة الغربي

                                                



    وذلك ليستمر الوضع الكردى محض وضع شائك اقليمى يضاف الى ما يعم الاقليم ككل من بؤر صراع ونقاط شائكة تهدد على مدار الساعة نموه ، وذلك باتجاه الانظمة للمواجهة الامنية المكلفة خصما على نفقات التنمية ، مما يدفع برفاه الشعوب وخلق وضع امن ومستقر اذ ما وجهت نفس نفقات التامين والاحتراب نحو التنمية والتطوير السكانى ، وهو ما يرفض الغرب الاستغلالى بعد الغرب الاستعمارى حدوثه بل لا ابتعد باى قدر عن المنطقية اذ ما قلت انهم عمليا خططوا لذلك ابان استعمارهم لبلادنا ودراستهم المستفاضة لنقاط الاختلاف بين القوميات المتعايشة فى اقاليمنا

                                         


     ومضرب مثل ما جرى فى السودان ، ودمج الجنوب فى السودان وازكاء فكرة الوطن القارة واكبر بلد فى افريقيا ، والذى دفع السودانيين ثمن التشدق به على صعيد الشعارات والخرائط فقط ، دمائهم ومسافات من نمائهم ومدخلاتهم القومية الى الان

                                               


    ولم يستمر السودان فى النهاية على حالته الشائكة المتمددة المساحة التى تركها عليه الاستعمار ، وانما انفصل الجنوب وليته مضى نحو ما حلم به ابنائه البسطاء ، ابدا انما مضى الى حيث ما خطط له الاستعمار ولعموم افريقيا من احتراب بينى الى يوم كتابة هذا السطور ، ولعل هذا ايضا ما قد يحدث لاقليم كردستان اذا ما انفصل على البلدان الواقع بها الان ، واحترب بنوه من الاكراد بقومياتهم الثلاث على السيطرة والهيمنة والمناصب والمكاسب ، ومضى الشعب يواصل دفع فواتير النخب التى كونتها الاياد الاستعمارية ومهدت لها نفس الاياد بعد تحولها الى استغلالية


                                                 


    وللاوطان قصة ابهى وازطى ستكتب بدماء وعرق واياد ابنائها المخلصون 


    محبتى

           

تعليقات