ماذا بعد ترامب ؟



ما احب ان اكرره الان بعد ما استجد على الصعيد الدولى بما يمس الانسان عامة ومواطني اقليمينا الشرق اوسطى العربى الافريقيى والاسلامى على وجه الخصوص
ان القرار الاميريكى ليس ابدا فى يد ترامب وانما واقع الامر ان من وراء الكواليس فى اميريكا واللوبى الاهم والاكبر هناك ومؤسس اميريكا على نحوها الراهن من البدء وهو اللوبى الماسونى ، راى ان المناسب فى هذا التوقيت ان يتصدر ترامب المشهد ليرتجف من استغلوا هدنة اوباما كى يلعلعوا ويتطاولوا على اميريكا كدولة وعادات وتقاليد ونموزج العولمة الاكبر
فترامب سيشكل طبول الحرب وانذاراتها فى انحاء العالم ووجه اميريكا القبيح الذى يهابه ويعلمه الجميع كوجه القمر المختفى والحاضر فى ان واحد ، كما مثل اوباما فى وقت انتخابه المشهد المراد منه وهو اميريكا المساواة والحرية واللا عنصرية وهو وجه تحاول اميريكا على غير حقيقتها منذ التكوين ان تظهره كاحد وجوهها المتعددة المستعارة
والغرض الاساس لترامب وسياساته المعلنة وهى احد نقلات تكتيكية لغرض استراتيجى واحد يتحرك على اوتار وحبال التخطيطات والنقلات الديناميكية والتكتيكية وبالطبع المستهدف هو تسيد العالم على مستواه العام من موارد وقوة بشرية وارساء النظام العالمى الذى يتيح تيسر حدوث ذلك دون مصادمات كبرى مع الشعوب ذات الاعراف والهويات المختلفة عن ثقافة الهمبرجر الامريكية 

وهذه النقلة التكتيكية ذات المسار الديناميكى اى انتخاب ترامب وقراراته الراهنة ومضموناتها التى اطلقها فى حملته الانتخابية وما يمثله من رجل اعمال من الاسر المعتد بها فى الداخل الاميريكى ، هو لعب دور الكاوبوى الاقطاعى الذى يدافع عن مصالح اميريكا قطيعه بفظاظه وصلف ويشحذ الحلفاء المتخازلين ويرهب الاعداء المتربصين والمعلنين
ففترة اميريكا فى عهد اوباما كانت عملية انساحب تكتيكى من الهيمنة على العالم بالقوة والبطش والتى مثلها بوش الابن بكل رعونه ولكنها رعونة مخطط لها ولكن ليس كل التخطيطات تاتى بنتائج متطابقة تماما للمستهدف فلذا هم يتلافون اخفاقات المخططات بايجاد خطط بديلة وانسحابات تكتيكية منسقة باقل الخسائر الممكنة للعودة الى حيث نقطة تسمح بتغير النتائج وكانت النتائج مع نهاية فترتى بوش الابن خسائر شامله اقتصادية وعسكرية على الصعيد الاعم فلا افغانستان رضخت ولا العراق انصاع لوكلائهم وحتى وكلائهم اتضح انهم اميل الى ايران من ولائهم لهم وكان لابد ان ياتى اوباما ليحتوى ايران نفسها ويجعل خيارات افغانستان الانتخابية بقاء قوة حماية امريكية على وجه الضرورة وذلك ما اطاح بكرزاى لو نذكر فى الانتخابات الرئاسية اذ ان اصحاب البطاقات الانتخابية المنتمون الى ثقافة الهمبرجر رفضوا توجه كرزاى لاستيعاب طالبان ووضع مسار متوازن دينيا فى نظام ادارته وفقا لتدين الغالبية العامة من الافغانين وتشبثهم بالشريعة وقوة طالبان الفعلية على الارض والتى لم تنتهى منها او حتى تضعفها بالقدر الكافى التدخلات الامريكية والتى اصطنعت الحرب على افغانستان من الاصل لتمرر نفط وسط اسيا المنفصل على الاتحاد السوفيتى القديم ولكن حتى هذه النقطة لم تفلح فيها فى عهد بوش الابن لان تلك البلدان لم تمد يد العون لاميريكا وتمرر اجندتها الاستثمارية فى نفط وسط اسيا 

اما فى فترة اوباما وحول ذلك الامر خففت حتى لا يصل الامر الى الاستمرار فى اوحال الاحتلال لافغانستان والعراق والتورط فى الصراع الوسط اسيوى حول الهيمنة وترك المجال لروسيا الصاعدة او العائدة ان صح التعبير بقيادة الوجه الاخر لبوتين .. وهو الوجه الذى تناقض اميريكا بالكلية بعد توافقها معها بالكلية ايضا فى فترة بوتين الاولى التى وافقت حكم بوش فترته الاولى ثم بدا الصدام على يد نفس الادارة البوتينية ولكن برئاسة صديقه الدوبلير دميترى فى بداية فترة اوباما ثم تولاها بنفسه فى فترته التالية وهى التى اسفر فيها عن وجه روسيا التوسعى المحاولة لاستعادة مقام القرن الماضى كدولة عظمى
وبعد ان صار الامر طوال السنوات الخمس الاخارى اصطدامات عدة على راسها القرم من حيث الظاهر وكانت من حيث الباطن قرصة اذن من اميريكا التى تعاملت مع الامر بميوعة بقيادة اوباما ليستشعر الاتحاد الاوروبى خطر محاولات ميريكل الاستقلالية والتى مارسها الاتحاد منذ جاك شيراك واكدت عليها ميريكل وكان هذا الدرس لاوروبا من ادارة الموارائيات السياسة الامريكية اهل الحل والعقد بعد تخازل الدور الاوروبى فى العراق وانسحاباته المبكرة فى افغانستان والتى حسبتها الادارة الامريكية الحقيقية تلاعبات من لوبى اوربا الاكبر "الامبريال" فى معية لوبى دولى قائم اخر الا وهو "الراسمالية العالمية الجشعة" بكارتيلاتها ومافياتها وما نتج عنها خسارات اميريكا فى تحقيق اهدافها من حملات بوش الصليبية المزعومة وانعكاس الفشل على مستوى الاقتصاد الاميريكى وازمة 2008 الطاحنة والتى تبلورت على نحو اكبر فى موضوع كارثة الضمانات والاستثمارات العقارية
وكذلك بدا اوباما دور اخر فى تاديب بعض دول الخليج الذين رفضوا مواصلة الانصياع الكلى للارادة الامريكية كالسعودية واليمن والاولى اى آل سعود كدولة والتى انهت قواعد اميريكا على اراضيها من بعد حرب الكويت ثم وضعت العديد من الضوابط على القواعد التى اتت لاسقاط صدام ومن ثم انهت تواجدها بطلب رسمى فى نهاية 2004 وذلك من ضمن اثار النقلة التكتيكية للهمينة ببوش الابن والتى تلاها الانتقام البارد او وضع تصور اخر اماما تلك الدول حول امكانية تدهور التعاون الامنى الى حدود ان تضحى كلها مهددة من طوحات التوسع الايرانى الملالى المجوسى باسم الشيعية .. وياتى الان دور الماريونيت الاميريكى الراهن ترامب بما اعلن فى برنامجه الانتخابى وما صدح به فى دعاياته الانتخابية ان على دول الخليج ان تدفع اتواة مقابل تعاون اميريكا لحماية اراضيها ، وهى بالطبع صورة ناقصة تماما حسب خطابه ولا تشكل ابدا تصور استراتيجى وانما كلام دعائى فى نقلة تكتيكية وتحرك ديناميكى كرتونى ليحقق مسار منتمى للاستراتيجيات الحقيقية لاحقا ، فواقع الامر ان اميريكا اصلا كانت بنفسها ضد سيطرة العراق على الكويت من حيث النفط اذ يضيف ذلك الى القوة العراقية والاقتصاد معا ملايين البراميل اليومية والذى قد يجعلها فى فترة سقوط الاتحاد السوفيتى بالذات اذا نجح الغزو العراقى للكويت يجعل من العراق البعثى العربى الصدامى التكريتى قوى عظمى فى وقت قصير على عكس ما تريد اميريكا ومن ورائها بل وباقى لوبيات العالم الكبرى ككل وكان تكتل الــ 36 دولة اكبر دلالة على ذلك الاجماع حول مصالح كيان الراسمالية الليبرالية الذى نجح فى مضمار الحرب الباردة على فرس الرهان الاخر الاشتراكية الشيوعية 

فعلماء روسيا بل وسلاحها الاستراتيجى ايضا كان من الممكن بسلاسة ان يقع فى يد العراق الاشتراكى العربى ايدولجيا وهى ايدلوجية تتناسب مع علماء روسيا وموقع جغرافى مقبول بالنسبة لهم ومال النفط المنغدق على جنرالات روسيا المفككة نقل عمليا اطنان من السلاح التقليدى الى كل مكان فى العالم من الترسنة الروسية ولو زاد اكثر وبرمج بحيث الاستدامة المشابهة للراتب الشهرى لاهم قادتهم لسرب للعراق بكل سلاسة كم لا باس به من السلاح النوويى والكميائى الاكثر تطورا
ولذا فافتراض ترامب حول دفع الكويت ثمن تحريرها والذى حدث نسبيا واردافه انه كان عليهم ان يدفعوا اتاوه لخمسين عاما او للابد او كما قال فى دعايته البلهاء هو محض تهويش الصوت فقط لا غير بعيدا عن واقعية المصالح والاسباب التى ادت الى اشتراك العالم على هذا النحو لتحرير الكويت العربية المسلمة من العراق العربي المسلم بعد شهور قرابة الخمسة اشهر من بدا الاحتلال بيد ان نفس العالم يتغاضى فى ذلك الوقت والى الان عن احتلال اسرائيل للاراض الفلسطينية المعترف بها دوليا منذ عام 1967 اى فى وقتها اى حرب تحرير الكويت كان قد مر على ذلك 23 عاما والان والعالم ابعد ما يكون عن الاكتراث بحرية فلسطين مر 60 عام الا شهور قلائل 

وعلى كل .. ما اهتم به هنا ان الفت اهتمامكم له هو ما وراء ترامب وليس ترامب نفسه فما هو واوباما والبضع واربعون رئيس قبلهما سوى واجهة وعروس ماريونيت بشكل يتناسب مع خطة الادارة الحقيقية حكومة الظل الامريكية الماسونية وان كان شذ اثنان عن هذا الوصف فهما ابراهم لونكلن وجون كيندى وانتهى امرهما على نحو متطابق او مشتابه ان صح التعبير
وفى المجمل ما علينا توقعه فى الوقت الراهن ان هناك تنازلات ستقدم كقارابين لاميريكا من دول الخليج فى ظروف شديدة الصعوبة على النحو الاقتصادى بعد تدنى سعر النفط ووصوله الى ما هو عليه الان ونشوب حروب الاقليم المهددة لبقاء اصحاب عروش الخليج واستقرار شعوب بلدانهم فى حالة الدعة والتى تقل تدريجيا الان ولعلها تنهار فى غضون شهور ويشعر الخليجيون بالحنق على قادتهم المنعمين فى كل الاوقات فرحا كانت او ترحا وقد يبدأ عرض ربيع عربى اخر مبرمج ايضا فى الخليج العربى او بمصطلح المشرق العربى عامة ليتحقق منه نقلة استراتيجية معتمدة لديهم كخطة برنارد لويس او ما اعلى او ما ادنى ويمض الامر على هذا النحو الى ان يتم اسقاط قناع ترامب عن وجه اميريكا الاقبح لياتى قناع اخر بحسب المتغيرات التكتيكية والديناميكة لتسيريها والمستهدف ثابت عنقاء الشؤم التى تريد استعباد العالم بثلتها الماسونية العنصرية الدجلية القذرة وراء وجه كل من سطع على مرأة البيت الابيض 
 
محبتى

تعليقات