كتبت-منى سليم
تقول الحكمة أن لكل نصيب من إسمه، وغالباً هى صحيحة، فرائحة مميزة ستبقى تفوح من إسم كل منهن .
رائحة تفوح من اسم “ريحانة يجاني” الفتاة الإيرانية التى دفعت حياتها ثمن مقاومة حيوان آدمي، أراد اغتصابها فقتلته دون أن يوفقها كونه مسئول سابق لكن هذا لم يرضى السلطة الدينية العسكرية هناك كما أن الشعب لم يخرج خوفاً عليها .. فقتلوها جميعاً شنقاً بالحبال .
و هى نفس الرائحة تفوح من “ريحانة” الفتاة الكردية التي دفعت حياتها ثمن قرارها الاستراتيجي بالانضمام لـ”قوات الشعب من أجل تحرير كردستان”فاختار لها قدرها الذي رسمته على مهل و اقتدار أن تواجه “حيوانات داعش”و تقتلهم لكن هذا لم يحرك للعالم الكبير ساكناً من أجل الوقوف الى جانبها .. فقتلوها جميعاً ذبحاً بالسكين .
..
فى رسائل متناقلة عبر الفضاء الإلكتروني حكي الجميع عن وصية “ريحانة إيران” لأمها و هى تخبرها أنها لا تريد أن يأكل الدود جسدها وألا تعود أمها لتبكي وحيدة على قبرها فهى تعرف مسبقاً أن الجميع الذي صمت اليوم و هو حزين سينسى حتى حزنه بالايام القادمة لذا أوصتها أن تتبرع بكل أعضاء جسدها لمرضى يحتاجونها و فى غضب غير عنيف من العالم ممزوج بتسامح و زهد كامل قالت “هذا العالم لا يحبني و لم يتركوني لقدري، لا أريد ان يعرفوا اسمى او يدعو لى او يأتوا لضع وردة على قبرى .. أريد فقط أن تبعثرني الرياح”.
لم يمهلنا صوت الرصاص و هرولة الدبابات على الطرقات سماع الرسالة الأخيرة لـ “ريحانة كردستان” لكنها خلقت من ورائها صورة بها أكثر من رسالة، فتاة ترتدى الزى العسكري طواعية . تمسك السلاح بيد و بأخرى تشير بعلامة النصر بينما من عينيها و شفتيها . نظرة و ابتسامة تكفيان ـ حتى و ان ذهبا للقبر ـ لمنح الحياة لملايين من عاشقي الحياة و التمرد و الأمل بأجيال قادمة.
حصلت “ريحانة إيران” كـ “ريحانة كردستان” على صورة اخرى .. هى صورة النهاية ..
الصورة المنتشرة لـ “ريحانة الكردية” كخبر قتلها غير أكيدة، الأغلب لم ينشرها كاملة فوضع تاثيرات على ملامح وجهها (تقديساً للحياة) لكن بقت فى كل الصور .. وحدها متدلية ثابتة .. الضفيرة.
“ريحانة الإيرانية” حصلت صورتها على لقب الأكثر انتشاراً ووجعاً.. صورة لها ووجها النقي كبتول مريمية تحصاره حبال المشنقة الخشنة.
و حاولت الحياة أن تقاوم و لو بشىء بعد اللحظة الأخيرة فزحزحت غطاء الرأس ليظهر شىء من شعر تمنى يوماً لو أطلق .. الضفيرة
..
“الضفيرة” بأرض “كردستان” و “المشنقة ” فى سماء “ايران” ..
الضفيرة و “المشنقة” متلازمتان تبقيان .. تبقيان رمزاً لدفع ثمن “الحلم”
الضفيرة و “المشنقة” متلازمتان تبقيان .. تبقيان رمزاً لدفع ثمن “الحلم”
“حلم ما” بمقاومة “ما” كان هو المحرك وراء المشهدين .. “حلم ما” وراء كل مشهد يحصل على أحقية “التخليد” في هذه الحياة.
شكراً لك ايها “الخلد” تحصل على هدايا غالية لم يقصد احد من اصحابها يوماً او رغب في تركها لك .. كانت أحلام حياة الفتاتين البسيطة الشخصية القادمة أجمل و ابهي .. لكنهما أرادتا و الكون من حولهما لم يرد .
..
“ريحان” أكثر من هذا سوف يرحل .. و ستبقى دائماً كلما زارتك رائحته و سيرته تتأكد ان هذه الرائحة عن غيرها تختلف .. ليست الأقوى أو الأشهى .. لكنها بالتأكيد ..
رائحة “الحلم” ..
لو تخيلت له رائحة.
و عندها
قف .. عند ناصيته و قاتل .. كما قالها درويش
لو تخيلت له رائحة.
و عندها
قف .. عند ناصيته و قاتل .. كما قالها درويش
تعليقات
إرسال تعليق